نظم الفرع الجهوي للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا بطنجة-تطوان-الحسيمة، مساء يوم الجمعة 25 أبريل 2025 بالحسيمة، يوما دراسيا وعلميا للتحسيس والتوعية بهذا المرض، وتقديم الدعم للمرضى وعائلاتهم، والتعريف بخصوصياته وطرق التعايش معه.
وشكل اللقاء، الذي نظم بشراكة مع المندوبية الإقليمية للصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة، تحت شعار “رعاية مرضى الهيموفيليا… واجبنا جميعا”، فرصة لتعزيز الوعي بمرض الناعور أو النزيف الدموي، المعروف علميا بالهيموفيليا، وسبل دعم المرضى وأسرهم والتخفيف من معاناتهم بما يتناسب مع احتياجاتهم الصحية.
وتميز هذا الحدث، الذي عرف مشاركة مجموعة من الخبراء والأطباء والفاعلين الجمعويين وعائلات المرضى، بتسليط الضوء على النظام الغذائي للطفل المصاب بالهيموفيليا، والذي يتوجب عليه الحرص على التغذية المتوازنة، وبحث الآثار النفسية للناعور وسبل التأقلم معه وتقبله من خلال ورشة أطرتها أخصائية الطب النفسي بالمركز الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس، آمال أوراغن، وتبادل التجارب بين عائلات المرضى والتفاعل مع الأخصائيين.
بالمناسبة، أكد المندوب الإقليمي لوزارة الصحة والحماية الاجتماعية بالحسيمة، محمد اليزناسني، في كلمة له، أن الاحتفال باليوم العالمي للهيموفيليا الذي يصادف 17 أبريل، يهدف إلى تسليط الضوء على هذا المرض الوراثي بشكل خاص واضطرابات تخثر الدم بشكل عام، مؤكدا على أهمية تظافر الجهود لخدمة المصابين بهذا المرض.
كما شدد على تعزيز أنشطة التشخيص والعلاج والمراقبة للمصابين بهذا المرض الوراثي المزمن، وتعزيز تنسيق الرعاية بين المراكز الاستشفائية المحلية ومراكز الهيموفيليا، وكذا تكثيف التواصل من خلال وسائل الإعلام لنشر المعلومات ورسائل التوعية حول المرض، وتنظيم حملات تثقيفية وتوعوية لفائدة الأشخاص المرضى وعائلاتهم.
إلى جانب ذلك، أبرز المسؤول الصحي أن المغرب حقق تقدما كبيرا في رعاية مرضى الهيموفيليا، منذ تنفيذ البرنامج الوطني للوقاية والتكفل بالمرض سنة 2010، مشيرا أنه بفضل هذا البرنامج تم إنشاء 17 مركزا متخصصا لعلاج الهيموفيليا، وهي مراكز تقدم الرعاية لأكثر من 1000 شخص مصاب بالمرض في جميع أنحاء المملكة.
في الإطار نفسه، قال نائب رئيس الفرع الإقليمي للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، ونائب رئيس المكتب الوطني للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا، رفعت بلوط، إن اللقاء يتوخى تسليط الضوء على مرض الهيموفيليا ومعاناة المصابين به، متوقفا عند أهمية دور جمعيات المجتمع المدني ومثل هذه اللقاءات في التحسيس بهذا المرض والدفاع عن المصابين به وتسهيل ولوجهم إلى العلاج في المراكز الاستشفائية.
وأشار، في تصريح له، أنه لوحظ تزايد عدد المصابين على مستوى إقليم الحسيمة، مشيرا إلى أنه منذ تأسيس الفرع الإقليمي للجمعية المغربية للمصابين بالهيموفيليا سنة 2011، كان عدد المصابين لا يتعدى 7 أشخاص، فين حين وصل حاليا إلى حوالي 32 حالة.
في السياق نفسه، تضمن اللقاء، محاضرة موجهة للأطباء والممرضين حول كيفية التعامل مع الهيموفيليا من تأطير الدكتور خالد السراج الأندلسي عميد كلية الطب والصيدلة بوجدة، والذي قدم معلومات علمية حول المرض وكيفية تشخصيه بدقة وانتقاله وراثيا، ودرجة حدته.
وشهد اللقاء تقديم شهادات لعدد من المصابين، حول معاناتهم في الحياة اليومية مع هذا المرض الوراثي، وكيفية التعايش السليم معه لتقليل حدته، وأفضل الطرق لتجنب مضاعفاته.
تعليقات الزوار ( 0 )