حافظ حزب الأصالة والمعاصرة على موقعه بجماعة أصيلة بعد فوز مرشحه عبد السلام بلهردية بالمقعد الشاغر، في الانتخابات الجزئية التي جرت يوم الثلاثاء 22 أبريل 2025، حيث حصل على 142 صوتاً مقابل 78 صوتاً لمنافسه عن حزب الاتحاد الدستوري.
الاقتراع، الذي اتسم ببرودة نسبية على مستوى الإقبال والتعبئة، لم يحمل مفاجآت تذكر، لكنه بعث برسائل سياسية بليغة، أبرزها قدرة “البام” على تدبير مرحلة انتقالية دقيقة أعقبت رحيل أحد أعمدة العمل الجماعي بالمدينة، الراحل محمد بن عيسى.
ورغم غياب الزعامة الكاريزمية التي ظلت لسنوات عنواناً للتسيير المحلي، اختار الحزب نهج التوازن والهدوء، من خلال ترشيح شخصية تقنية ذات خلفية إدارية محافظة، ما اعتبره متابعون دليلاً على رغبة الحزب في الحفاظ على استقرار الجماعة، وتفادي أي مغامرة سياسية قد تضر بالتوازنات المحلية.
النتائج أظهرت في المقابل ضعف العرض السياسي للمنافسين، الذين لم ينجحوا في تقديم خطاب بديل أو إقناع الناخبين بجدوى التغيير، في وقت تمسك فيه جزء كبير من الساكنة بخيار “الاستمرارية المؤسساتية” بدل القفز في المجهول.
ويرى متابعون للشأن المحلي أن التحدي الحقيقي اليوم لا يكمن فقط في الفوز بالمقعد، بل في قدرة الحزب على الانتقال من تسيير فردي إلى مشروع جماعي قائم على برامج واقعية، يعزز ثقة المواطنين، ويمنح المدينة نفساً تنموياً جديداً.
حزب الأصالة والمعاصرة، الذي راكم حضوراً تنظيمياً واحتفظ بثقة مركزية في تدبيره المحلي، يبدو في موقع مريح لإطلاق دينامية جديدة… لكن الرهان الأكبر سيبقى مرتبطاً بترجمة هذا الفوز إلى فعل جماعي يستشرف المستقبل لا الماضي.
تعليقات الزوار ( 0 )