في خطوة استراتيجية تعكس طموح المغرب لتأمين احتياجاته الطاقية وتوسيع اعتماداته على مصادر نظيفة، أعلنت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة، ليلى بنعلي، عن قرب إطلاق دعوة رسمية للمستثمرين لتطوير محطة لاستقبال الغاز الطبيعي المسال قرب مدينة الناظور على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
الوزيرة أوضحت، خلال جلسة برلمانية، أن الإعلان عن طلبات إبداء الاهتمام لتطوير المرحلة الأولى من المشروع سيتم خلال هذا الأسبوع، مشيرة إلى أن هذه المرحلة ستشمل بناء وتشغيل منصة متطورة لاستقبال الغاز الطبيعي، في إطار خطة وطنية لتقليص الاعتماد على الفحم الحجري وتنويع مصادر الطاقة.
ويعد المشروع الجديد جزءًا من الرؤية المغربية الطموحة لرفع حصة الطاقات المتجددة إلى 52% من إجمالي استهلاك الطاقة في أفق 2030، بعدما وصلت هذه الحصة حاليًا إلى نحو 45%.
وبحسب التصريحات الرسمية، فإن البنية التحتية للمحطة ستكون متصلة بشبكة أنابيب الغاز القائمة، التي تُستخدم حاليًا لاستيراد حوالي 0.5 مليار متر مكعب من الغاز سنويًا عبر إسبانيا، ما يتيح انسيابية في التوزيع وقدرة أكبر على تلبية الطلب الوطني.
وفي هذا السياق، كشفت تقارير إعلامية متخصصة أن الوحدة الجديدة ستكون عائمة، مخصصة لتخزين الغاز المسال وإعادة تحويله إلى حالته الغازية، وذلك في ميناء المياه العميقة بالناظور الذي يتم إنشاؤه حاليًا، ما يمنح المغرب مرونة لوجيستية كبيرة في عمليات التصدير والاستيراد.
ومن المرتقب أن تلعب هذه المحطة دورًا محوريًا في ربط شبكات الغاز بالمناطق الصناعية الكبرى، خاصة في مدينتي القنيطرة والمحمديةعلى الساحل الأطلسي، ما يعزز من تنافسية العرض الصناعي المغربي، رغم عدم الكشف عن تفاصيل الربط حتى الآن.
وفي سياق متصل، أعلنت الوزيرة عن خطة جديدة للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب للفترة 2025-2030، تستهدف رفع القدرة الإنتاجية للكهرباء بـ15 غيغاوات، منها 13 غيغاوات من مصادر متجددة، في استثمار ضخم تصل قيمته التقديرية إلى 120 مليار درهم.
وتؤكد هذه المبادرات الطاقية أن المغرب يواصل ترسيخ مكانته كمنصة إقليمية للطاقة النظيفة، وفاعل محوري في الأمن الطاقي الإقليمي، خاصة في ظل التحولات الجيوسياسية العالمية والتقلبات المستمرة في أسواق الطاقة.
تعليقات الزوار ( 0 )