حدثنا هشام جيراندو في مقامَاته الهاربة من أستوديوهات “بوليود”، أن الدولة المغربية عندما تريد اغتيال الشعب فهي تركن لاستخدام مشروع قال أنه يسمى “انطلاقة”!
واختيار هذا الاسم الحركي (انطلاقة) لمسلسل الاغتيالات الدرامية المنسوبة للدولة لم يكن عبثا ولا اعتباطا، وإنما هو مشتق من عبارة “طالقها تسرح”، في إشارة إلى سلسلة الأكاذيب التي ما فتئ يَحِيكُها هشام جيراندو من نسج خياله.
والمثير للسخرية هو أن هشام جيراندو استطاع بمفرده، مستعينا بخياله الواسع، أن يجرد ويعدّ كل أفراد الشعب الذين اغتالهم مشروع “انطلاقة”! بل هو الوحيد الذي تمكن من استنشاق السم الذي مات به أفراد الشعب ولم يلقَ حتفه مثلهم!
فالرجل عصيّ على الموت، وعصيّ على المخزن، وعصي حتى على مشروع “انطلاقة” القاتل.
ولأن مشروع (انطلاقة) يقطف رؤوس كل اليوتيوبرز التي أينعت ولم يحن أجل قطافها، ولأنه يحدق كذلك بكل المعارضين ويتربص بهم في كل أنحاء العالم، فقد نذر هشام جيراندو نفسه وحياته لفضح هذا المشروع وكشف طريقة تنفيذ اغتيالاته!
فهو لا يخاف ولا يتوجس من الموت، رغم أنه هرب من كندا خوفا من مجرد استلام طي قضائي أو تبليغ استدعاء أمني!
ولأن هشام جيراندو “حويط” جدا، وحريص كذلك على نفسه وعلى الشعب، فقد قرر أن يكتب وصيته ويُسجل شهادته التي يفضح فيها مشروع انطلاقة، التي أطلق فيها العنان لخياله، وأفلت فيها اللجام لتخرّصاته، وذلك تفاديا لأن يطاله الموت بموجب مشروع قاتل آخر اسمه هذه المرة “إسعاف”!
هكذا نعت هشام جيراندو المشروع القاتل الثاني (إسعاف)! بل إنه أسهب في وصف طريقة تنفيذه وتقنيات تنزيله في الواقع!
فقد أخبرنا هشام جيراندو أن مشروع “إسعاف” يستخدم “سم البصمات”، الذي قال أنه سم بخّاخ يُنثر على وجه الضحايا فيستعجل موتهم ويستبق حتفهم.
ولأن خيال هشام جيراندو انفلت كليا من عِقَال المنطق، فقد أدعى أن هذا السم لا تملكه سوى مؤسستان للمخابرات في العالم، وشخص ثالث يمتهن “العطارة”!
إنها ليست مزحة! هكذا قال هشام جيراندو: ف”سم إسعاف” تملكه فقط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية CIA، وجهاز الشاباك الإسرائيلي! كما يملكه أيضا شخص مجهول يتجول به في حقيبة سفر عبر المطارات مثله مثل أي “عطار” يتجول بحقيبته بين الأسواق الشعبية لبيع “رأس الحانوت”.
ورغم أن عطّار (سم إسعاف) مجهول الهوية والانتماء، إلا أن هشام جيراندو تمكن من رصده وفضح مخططه! بل إنه استطاع أن يتعقب مكالماته الهاتفية كلما تواصل معه أصحاب مشروع “انطلاقة” بالمغرب.
أكثر من ذلك، اهتدى هشام جيراندو إلى المصل والترياق الذي يبطل مفعول سم “إسعاف”، وخرج ليتجاهر به وينصح المغاربة بتناوله مخافة تعرضهم للقتل والإبادة.
وقد يبدو للبعض بأننا “طالقينها” على هشام جيراندو، وأن هذا الكلام هو مجرد فانتازيا مقتبسة من فيلم من الخيال العلمي أو من الدراما الهندية، ولكنها “الحقيقة” التي نطق بها هشام جيراندو من خلوته في منطقة “شرق أسيان”.
فالرجل يتوهم بأن هناك مشروع قاتل اسمه “انطلاقة”، وأن هناك رجل مجهول يسافر بحقيبة لكي يوصل طلبيات سم “إسعاف” للزبائن عبر الطائرة!
بل إن هشام جيراندو مقتنع حد الجنون بأن نصف المغاربة ماتوا اختناقا بسبب مشروع “انطلاقة” ومشروع “إسعاف”، وأن كل التشريحات الطبية يتم تزويرها بإيعاز وطلب من ذلكم “العطار” المجهول، الذي يسافر انطلاقا من خيال هشام جيراندو إلى المغرب محمولا على متن عقاقير الهلوسة والمؤثرات العقلية.
تعليقات الزوار ( 0 )