نشر هشام جيراندو، المتابع من طرف العدالة المغربية والكندية، شريط فيديو قصير يدعي فيه بأن مصالح الأمن أجهضت محاولة تهريب أكثر من 25 طن من مخدر الحشيش، وأنها أحاطت هذه القضية “بكثير من التعتيم بغرض طمس امتدادات القضية”!
ولم يكتف هذا المحتال بالتشكيك في التغطية الإعلامية لهذه العملية الأمنية النوعية، بل تمادى في دعايته المغرضة بغرض تبخيس مجهودات مصالح الأمن في زجر ومكافحة عمليات الاتجار غير المشروع في المخدرات.
والمثير للاستغراب أن هشام جيراندو وحده الذي لم يطلع على هذه القضية في الإعلام الوطني والدولي، لسبب بسيط هو أنه يعيش مختبئا هاربا من العدالة، في الوقت الذي شكلت في هذه العملية النوعية التي تكرس نجاحات مصالح الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني موضوع بلاغات وتدوينات رسمية، كما حظيت بمتابعة إعلامية مكثفة على الصعيدين الوطني والدولي.
- تواصل مؤسساتي
خلافا لما روج له هشام جيراندو بشأن التعتيم المزعوم حول هذه القضية، كانت المديرية العامة للأمن الوطني سباقة للتواصل بخصوص هذه القضية، حيث نشرت بلاغا رسميا عبر حسابات وكالة المغرب العربي للأنباء، باللغات الأربعة العربية والفرنسية والإسبانية والإنجليزية، استعرضت فيها المحجوزات المضبوطة وعدد الموقوفين، وكذا المعلومات الأولية للتحقيقات المنجزة.

وبالتزامن مع هذا التواصل المؤسساتي، نشرت المديرية العامة للأمن الوطني كذلك تدوينات وتغريدات حول نفس القضية على حساباتها الرسمية في مختلف مواقع التواصل الاجتماعي، مصحوبة بصور لمختلف المحجوزات والضبطيات من المخدرات، وذلك توفيرا للحق في المعلومة من جهة، وتكريسا لآليات الإخبار والانفتاح التي تنهجها مصالح الأمن الوطني من جهة ثانية.

وقد خصصت الصحافة الوطنية مقالات عديدة لهذه القضية، بالنظر إلى حجم الكميات المحجوزة من المخدرات، كما أفردت لها مختلف الوكالات الصحفية الأجنبية قصاصات مهمة انطلاقا من مكاتبها بالرباط، بما فيها وكالة الأنباء الإسبانية والفرنسية وبعض القنوات العربية المعتمدة بالمغرب.

وفي سياق متصل، وعلى النقيض من ادعاءات هشام جيراندو الكاذبة، فقد صورت جميع المحطات التلفزيونية الوطنية كميات المخدرات المحجوزة، وأجرت حوارات صحفية مع مسؤولين أمنيين بمن فيهم رئيس الشرطة القضائية بولاية أمن القنيطرة، الذي أشرف على عمليات التتبع والملاحقة والتوقيف في هذه القضية.

وإذا كان خبر هذه العملية النوعية قد وصل لمختلف أرجاء العالم، بالنظر إلى الاهتمام الكبير الذي أبدته مختلف وكالات الأنباء الوطنية والدولية لهذه القضية الكبيرة التي نجح فيها الأمن المغربي، فإن هشام جيرادنو يبدو أنه الوحيد الذي لم يطلع على هذا الخبر، بحكم انزوائه عن العالم الخارجي خوفا من الملاحقات القضائية والأمنية الذي تستهدف في مختلف دول العالم.
- تناقض صارخ وجهل عارم
لم يفطن هشام جيراندو إلى أنه سقط في تناقض صارخ وهو ينشر هذه المزاعم المغرضة والأخبار الزائفة.
فقد نسي أو ربما تناسى هشام جيراندو أن الصور التي بثها مع شريطه المغرض، إنما هي نفسها صور محجوزات المخدرات التي نشرتها الصحافة الوطنية والدولية لقضية سيدي قاسم!
أكثر من ذلك، بعض الصور التي نشرها هشام جيراندو في خلفية شريطه هي نفسها التي نشرتها مصالح الأمن الوطني في حساباتها على مواقع التواصل الاجتماعي! فلماذا يكذب إذن هذا المحتال وهو نفسه يستشهد بصور عملية سيدي قاسم التي وثقتها ونشرتها المؤسسة الأمنية بشكل رسمي؟
ويكشف هذا التناقض الصارخ حالة التيهان والعزلة التي يعيش فيها حاليا هشام جيراندو، بعدما أصبح يهيم على وجهه في دول العالم هاربا من العدالة المغربية والكندية. فهذا النصاب أصبح معزولا عن العالم، مثل الأعمى والأصم الذي لا يسمع ولا يرى إلا ما توحي له به عصاه التي يتلمس بها قارعة الطريق.
تعليقات الزوار ( 0 )