احتضنت مدينة الفنيدق، يوم الخميس 10 أبريل 2025، حفل تدشين رسمي لفضاء الذاكرة التاريخية للمقاومة والتحرير، وذلك في لحظة وطنية مميزة تزامنت مع تخليد الذكرى الـ78 للرحلة التاريخية لجلالة المغفور له الملك محمد الخامس إلى طنجة، والذكرى الـ69 لعودته المظفرة إلى تطوان وإعلانه عن استقلال منطقة الشمال وتحقيق الوحدة الوطنية.
وترأس عامل عمالة المضيق-الفنيدق، السيد ياسين جاري، مراسيم التدشين، بحضور المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكثيري، ورئيس مجلس العمالة السيد أحمد حلحول، إلى جانب عدد من المنتخبين، وشخصيات مدنية وعسكرية، وفعاليات محلية، في أجواء طبعتها روح الوفاء لرجالات المقاومة والتشبث بالهوية الوطنية.
ويُعد هذا المشروع معلمة ثقافية وتربوية بارزة تروم تثمين الذاكرة الوطنية المرتبطة بالكفاح من أجل الحرية والاستقلال، وتعزيز قيم المواطنة والانتماء لدى الأجيال الصاعدة. ويضم الفضاء رواقين لعرض الوثائق والصور والمخطوطات التاريخية، إضافة إلى مكتبة ثقافية، وقاعة للمطالعة، وفضاء للوسائط السمعية البصرية، وقاعة للندوات، إلى جانب مرافق مخصصة للتكوين والتنشيط الثقافي والتأطير التربوي.
وقد تم إنجاز المشروع بشراكة مؤسساتية جمعت بين المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، ووكالة إنعاش وتنمية الشمال، ومجلس جهة طنجة-تطوان-الحسيمة، وعمالة المضيق-الفنيدق، ومجلسها الإقليمي، وجماعة الفنيدق. ويمتد الفضاء على مساحة مبنية تناهز 400 متر مربع، بغلاف مالي إجمالي يفوق 2.6 مليون درهم.
وخلال حفل التدشين، نوه عامل الإقليم بأهمية هذا الفضاء في ترسيخ قيم الوفاء والتضحية، مشيدًا بتظافر جهود مختلف الشركاء لإنجاح هذا المشروع المهيكل، الذي يشكل إضافة نوعية للبنية الثقافية والتاريخية بالإقليم، ومحطة مرجعية لفائدة التلاميذ والباحثين والمهتمين بتاريخ المقاومة والتحرير.
وقد أسندت مهمة تدبير هذا الفضاء إلى المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، بما يضمن اعتماد مقاربة متكاملة لحفظ الذاكرة الوطنية ونقلها إلى الأجيال القادمة في أبهى صورها.
تعليقات الزوار ( 0 )