اختتمت، زوال يوم الخميس 10 أبريل 2025، أشغال المؤتمر الدولي الثاني حول “علوم علوم الإنسان وعلوم الوحي. من النظر التكاملي إلى الفعل التنموي”، بالتأكيد على ضرورة انفتاح العلوم الإسلامية على علوم الإعلام والتواصل، وإنجاز دراسات تساهم في التنمية، والعمل على تكييف القوانين مع الشريعة الإسلامية، وإحداث تخصصات جديدة في مجال الدراسات الأخلاقية والروحية، مع تنسيق الجهود لتحقيق الأمن المجتمعي والمالي؛ وذلك بإنشاء مراكز بحثية في مجال الفكر والاقتصاد.
وشدد المؤتمر الذي نظمته، على مدى ثلاثة أيام، كلية الآداب والعلوم الإنسانية بتطوان، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، ومؤسسة منارات الفكر الدولية، بتعاون مع ماستر العلوم الإسلامية وقضايا التنمية، على أهمية تفعيل الشراكات بين الجامعات والمؤسسات البحثية لبناء الفكر وحمايته، والتركيز على الجوانب النفسية في تعامل النبي صلى الله عليه وسلم لتحقيق التنمية، و إنجاز البحوث المتعلقة بالنوازل والمستجدات الفقهية وربطها بقضايا التنمية، وإحداث تخصصات تعنى بالدراسات الأخلاقية والروحية في مجال المال والأعمال، مع إنشاء مراكز بحثية في مجال الفكر والاقتصاد المحلي والإقليمي، إضافة إلى تنسيق الجهود المحلية والإقليمية والدولية لضمان الأمن المجتمعي والمالي والبحري والبيئي، و تكوين رجل ونساء التعليم في مجال المدخل التكاملي في تدريس العلوم الشرعية، مع ضرورة تجاوز مختلف الصراعات الفردية والمجتمعية لعرقلتها للتنمية.
وأكد الأستاذ الطيب الوزاني الشاهدي، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، على “أهمية الموضوعية والجودة في مناقشة القضايا التي تهم الأمة والمجتمعين العربي والإسلامي”. مشيرا في كلمة له بمناسبة افتتاح أشغال المؤتمر، أن ” التنمية قضية محورية وراهنية تستحق البحث العميق لما أصبح لها من أهمية كبرى في تحقيق الإقلاع الاقتصادي للأمم والشعوب”، معبرا في الوقت ذاته عن اعتزازه باحتضان كلية الآداب والعلوم الإنسانية، التابعة لجامعة عبد المالك السعدي، لهذا المؤتمر العلمي الذي يشارك فيه نخبة من العلماء من مختلف الجامعات العربية.
من جهته؛ أوضح مصطفى بن احمد الحكيم، رئيس المؤتمر، ورئيس مؤسسة منارات الفكر الدولية، أن هذه النسخة الثانية من المؤتمر تركز على تكامل النظر إلى الفعل التنموي، معربًا عن شكره للجهات المتعاونة والداعمة، بما في ذلك رئيس الجامعة لتبنيه هذه الشراكة.
وأكد عبد المالك أعويش، عميد كلية الشريعة بفاس، على أهمية الشراكة العلمية و التعاون لإنجاز مشاريع علمية مؤثرة، مسجلا “ندرة العلماء المتمكنين القادرين على وضع مشاريع علمية متكاملة”.
وفي السياق ذاته، شدد الأستاذ هشام تهتاه، المنسق العام للمؤتمر، على أهميه الشراكة بين المؤسسات الأكاديمية والثقافية، مؤكدا على ضرورة تعزيز التعاون بين جامعة عبد المالك السعدي، و كلية الآداب والعلوم الإنسانية ومؤسسة منارات الفكر الدولية في مجال البحث العلمي الهادف، وإيجاد سبل تعاون بين هذه المؤسسات لتطوير البحث العلمي الذي يخدم المجتمع، مع الانفتاح على المحيط الاجتماعي والثقافي والسياسي، مبرزا أهمية تفاعل المؤسسات الجامعية مع قضايا المجتمع لخدمة لتحقيق التنمية.
من جانبه أوضح أسامة بن إبراهيم التركي، من الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، في كلمة له باسم المشاركين في المؤتمر، أهمية الدراسات العليا والوظائف التعليمية، وفضل العلم وأهمية الإخلاص في العمل العلمي الصالح وتسخير النافع منه لخدمة الغير. شاكرا القائمين على المؤتمر الدولي لعلوم الإنسان وعلوم الوحي.
من جهة أخرى، ذكر الأستاذ بوشداق، أستاذ بكلية الآداب والعلوم الإنسانية، بعدد من الأهداف التي يروم المؤتمر تحقيقها، لعل من ضمنها وأهمها كما قال تقديم رؤية واعدة في موضوع علوم الإنسان وعلوم الوحي من النظر إلى الفعل التنموي من خلال أوراق علمية تعالج الموضوع من جوانب متعددة.
يشار أن المؤتمر شهد تقديم عدد من الأوراق البحثية التي ناقشت محاور ذات صلة بالإشكال العام للمؤتمر، بهدف تبيان أهمية التكامل المعرفي بين مختلف التخصصات العلمية في سبيل الرقي بالإنسان وتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة، وتعميق النظر في مداخل تكامل العلوم الإنسانية و الاجتماعية و الشرعية، واستشراف مستقبل المجتمعات الإنسانية في مختلف مجالات التنمية الشاملة، وطرح رؤى استشرافية لتطوير الدراسات الإنسانية و الاجتماعية و الشرعية وجعلها خادمة للإنسان والتنمية، إضافة إلى اقتراح بدائل وحلول للتعامل مع مختلف المشكلات الإنسانية والاجتماعية و الشرعية.
تعليقات الزوار ( 0 )