لم يكد المغاربة ينسون تصريحاته المستفزة حول تقرير المصير في الصحراء المغربية، حتى عاد عزيز الرخيص ليؤكد مجددًا موقعه كأداة وظيفية في خدمة المشاريع الانفصالية. قبل يومين، ظهر في هولندا، وها هو اليوم، 8 فبراير، يشارك في تأطير ندوة لانفصاليي الريف في أوروبا، الذين يرفعون خطابًا عدائيًا يدّعي أن المغرب “يحتل جمهورية الريح”، الكيان الوهمي الذي لم يجد له حاضنة سوى الجزائر، التي وفّرت له مقرًا لفتح “تمثيلية” عبثية.
إن تحركات الرخيص ليست مجرد مواقف فردية، بل تندرج ضمن استراتيجية واضحة لتأجيج الانفصال وتقديم الغطاء السياسي والإعلامي لأجندة تستهدف وحدة المغرب الترابية. فهذه التحركات، التي تدار بعناية من طرف دوائر معروفة بعدائها للمغرب، تهدف إلى إضعاف الجبهة الداخلية عبر خلق قضايا هامشية تضرب في نسيج الدولة وتستغل أي ثغرة لزرع الشقاق.
والأدهى أن هذا الخطاب يجد له منصات مفتوحة من بعض الأصوات الإعلامية داخل المغرب، التي ترفع شعارات الحرية والتعددية، لكنها لا تتردد في منح المساحة لوجوه معادية للوطن، سواء عبر الترويج لها أو استضافتها بشكل غير مباشر. وهنا يأتي دور حميد المهداوي، الذي اعتاد تقديم نفسه كصحفي يبحث عن الحقيقة، لكنه في المقابل يغض الطرف عن أمثال الرخيص، أو يمنحهم منابر غير مباشرة تحت غطاء “التحليل والنقاش”. فهل سيتجاهل هذه التحركات كما تجاهل سابقاتها، أم أنه سيجد لنفسه مبررات جديدة للصمت؟
المغرب يواجه حربًا إعلامية وسياسية شرسة، وليس من المستغرب أن نشهد تجنيد شخصيات كعزيز الرخيص في هذا المسار. لكن الأخطر هو أن يساهم بعض الإعلاميين في هذا المسار، إما بالترويج غير المباشر لهذه الأطروحات، أو بالصمت عنها عندما يكون الرد مطلوبًا. وهنا، يصبح التساؤل مشروعًا: متى نرى وعيًا إعلاميًا حقيقيًا يضع مصلحة الوطن فوق الحسابات الشخصية والمصالح الضيقة؟
تعليقات الزوار ( 0 )