-
°C
+ تابعنا

افتتاحية.. بقلم: أمين نشاط

الرئيسية ديرها غير زوينة في حديث الكنبة: توفيق بوعشرين.. من خيانة المهنة إلى خدمة الأجندات الخفية

في حديث الكنبة: توفيق بوعشرين.. من خيانة المهنة إلى خدمة الأجندات الخفية

كتبه كتب في 19 يناير 2025 - 12:14 م

برنامج “حديث الكنبة” في حلقته الرابعة أثار قضية توفيق بوعشرين، التي شكلت واحدة من أبرز الفضائح الإعلامية والقانونية في المغرب خلال السنوات الأخيرة. القضية التي تفجرت في عام 2018 وأسفرت عن إدانة بوعشرين بـ 15 سنة سجناً نافذاً بتهمة الاتجار في البشر واستغلال أكثر من 12 صحفية وإدارية داخل مؤسسته الإعلامية، لم تكن مفاجئة بقدر ما كانت نتيجة مسار مليء بالتناقضات والمصالح المشبوهة.

بوعشرين لم يكن مجرد صحفي، بل تحول إلى أداة في يد أجندات خارجية، خصوصاً قطر، التي وفرت له التمويلات ووجهت الخط التحريري لجريدته لخدمة الإسلام السياسي ومصالح الإخوان المسلمين في المغرب. هذا الدعم ساعده على بناء إمبراطورية إعلامية، لكنه في المقابل أفقده أي استقرار مهني أو استقلالية فكرية. كان بوعشرين يتلون بحسب رغبات الممولين، وعندما توقفت التمويلات، انهارت كل الأقنعة التي حاول التستر بها.

في برنامجه، أوضحت نجيبة جلال أن بوعشرين ليس المحلل السياسي أو الاقتصادي الذي يروج له البعض اليوم. بل إنه صنيعة مشروع تخريبي، استهدف استقرار الدول العربية من خلال شعارات زائفة عن الحرية والديمقراطية. بوعشرين، الذي بدأ مسيرته مرتبطاً بتيارات متشددة، سرعان ما أظهر وجهه الحقيقي كصحفي انتهازي، يسخر قلمه لمن يدفع أكثر.

تجربته في جريدة “المساء” كشفت عن استعداده لخيانة رفاقه السابقين من أجل مصالح شخصية، حيث تسبب في اعتقال أعضاء من حزب البديل الحضاري بعدما سرب معلومات حساسة عنهم. لاحقاً، تحول بوعشرين إلى أحد أبرز رموز الإعلام المسخر للأجندات الخارجية، خصوصاً من خلال علاقته بعزمي بشارة وتمويلات قطرية دعمت تجربته الإعلامية.

نجيبة جلال كشفت في الحلقة عن تفاصيل غير معروفة حول مصادر تمويل بوعشرين وكيفية استغلاله الإعلام كأداة لتحقيق مكاسب شخصية. حساباته المصرفية في الخارج وعلاقاته بجهات أجنبية كانت دائماً مثار جدل، حيث كان يُتهم بتلقي أموال مقابل الترويج لأجندات إخوانية وضرب خصوم قطر في المنطقة.

بوعشرين، الذي وصفه الصحفي المصري محمد الباز في كتابه “ملكة تبحث عن عرش” بأنه “مجرد أداة إعلامية”، لم يكن يوماً منتجاً للأفكار أو التحليلات. بل كان يعتمد على الانتحال والسرقة الأدبية، حيث كشف زملاؤه أنه كان يترجم مقالات لمفكرين مثل جاك أتالي وينشرها باسمه. هذه الفضائح أسقطت عنه قناع النزاهة والمهنية.

حتى خلال فترة حراك 20 فبراير، أظهر بوعشرين وجهه الحقيقي كصحفي انتهازي. استغل الحراك لابتزاز الدولة وجني مكاسب مادية ضخمة، قبل أن ينقلب على الحراك نفسه بعد الاستفتاء على الدستور. هذا السلوك أثبت أنه لم يكن يوماً مدافعاً عن القضايا الوطنية، بل كان يبحث دائماً عن مصالحه الشخصية.

اليوم، يحاول بوعشرين العودة إلى الساحة، مستخدماً البودكاست كمنبر جديد. لكن ذاكرة المغاربة لا تنسى جرائمه الأخلاقية وممارساته المشبوهة. ما يقوم به الآن ليس سوى استمرارية لمسار الابتزاز والتلون السياسي.

قضية توفيق بوعشرين تظل درساً صارخاً حول مخاطر استغلال الصحافة لتحقيق مصالح شخصية وخدمة أجندات خارجية. كما أكدت نجيبة جلال، المغاربة يدركون تماماً أن الصحافة ليست مهنة للارتزاق أو الابتزاز، بل هي سلاح للدفاع عن القيم الوطنية والاستقلالية الإعلامية. تجربة بوعشرين تذكر الجميع بأن الأجندات العابرة للحدود لا يمكنها النيل من وطن راسخ بقيادته وحصونه الإعلامية والسياسية.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .