شكل إفلاس المقاولات، وأداء التلاميذ المغاربة في مجال التفكير الإبداعي، أبرز المواضيع التي تناولتها افتتاحيات الصحف الوطنية الصادرة اليوم الأربعاء.
فلدى تطرقها لإشكالية تعثر المقاولات، كتبت صحيفة (لوبينيون) أنه خلال سنة 2023، شهد نسيج المقاولات الصغيرة والمتوسطة كارثة حقيقية، مع رقم قياسي بلغ 14245 حالة إفلاس، أي بزيادة قدرها 15 في المئة مقارنة بالعام السابق؛ مشيرة إلى أن الأمر يتعلق بحصيلة سلبية تشوه الأداء العام للحكومة، التي وضعت من بين أولوياتها النهوض بالمقاولة وحماية المقاولات المغربية الصغيرة والمتوسطة، والمقاولات الصغيرة جدا.
واعتبرت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن نوعية أصحاب المقاولات قد تكون أحد الأسباب الرئيسية لحالات الإفلاس، لأنه إذا كان هناك جانب “مهني” لإنشاء وإدارة المقاولة، أي إتقان المنتج أو الخدمة المقدمة ومعرفة السوق، فهناك أيضا الجانب المحاسباتي والمالي والقانوني.
وتابعت أنه بحسب الأرقام التي كشف عنها وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات، يونس السكوري، يوم 24 يونيو أمام البرلمان، فإن 85 في المئة من حاملي المشاريع ليس لديهم مستوى جامعي، وهو ما يمكن أن يشكل عائقا أمام استيعاب مختلف الأدوات المالية المتاحة، أو الترتيبات المالية المعقدة في كثير من الأحيان.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن بعض المقاولات الصغيرة لا يمكنها حتى مسك الحسابات بشكل صحيح، وهو عنصر أساسي للوصول إلى أي منتج بنكي، مبرزا أن المقاول في مرحلة التعلم، على رأس هيكل صغير هش، لا يمتلك الوسائل اللازمة لإحاطة نفسه بالمحاسبين أو المديرين الماليين أو المستشارين القانونيين القادرين على القيام بهذا النوع من المهام.
وخلص إلى أنه قبل منح التمويل لأرباب المقاولات هؤلاء، يجب علينا أولا أن نبدأ بتدريبهم على ما ينتظرهم في هذه الحياة الجديدة.
وفي معرض تحليلها لأداء الطلبة المغاربة في مجال التفكير الإبداعي، كتبت صحيفة (ليزانسبيراسيون إيكو) أنه وفقا لنتائج البرنامج الدولي لتقييم الطلبة (بيزا)، جاءت المملكة في أسفل 5 مراتب لأسوأ الطلبة من حيث الإبداع والتفكير.
وأوضحت الصحيفة أن قدرة الشباب المغاربة منخفضة للغاية مقارنة بالمتوسط العالمي، بالنظر إلى أن 30 في المئة منهم بالكاد يصلون إلى المستوى الأساسي للتفكير الإبداعي مقارنة بـ60 في المئة من نظرائهم بدول منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
وتابعت أن السبب هو محدودية الموارد المادية والبشرية، والاعتماد القوي على أساليب التدريس القديمة وضعف دمج التكنولوجيات الجديدة في التعلم.
وذكر كاتب الافتتاحية أن هناك عدة مناهج للتغلب على هذه الفجوات، بما في ذلك تعزيز قدرات المدرسين من خلال تدريبهم على أساليب التدريس المبتكرة التي تحفز الإبداع والتفكير النقدي، والاستثمار في البنية التحتية المدرسية والتكنولوجيات التعليمية، وهو ما من شأنه أن يشكل أيضا ميزة إضافية لخلق بيئة تعليمية محفزة.
وأضاف أن إنشاء برامج مخصصة للطلبة من الأوساط المحرومة، من أجل تجاوز العقبات الاجتماعية والاقتصادية، يعد أمرا بالغ الأهمية.
على صعيد آخر، اهتمت صحيفة (ليكونوميست) بالانتخابات التشريعية الفرنسية، والتي من المقرر أن تجري الجولة الأولى منها يوم الأحد المقبل، حيث كتبت أن المغاربة يتابعون هذه الانتخابات لأن الأمر يتعلق بـ”البلد الذي تربطنا به أوسع العلاقات” والذي “نستخدم لغته على نطاق واسع”.
وأوضحت الصحيفة، في افتتاحيتها، أن هذا التصويت يدور حول حزب التجمع الوطني، الذي يعتمد نجاحه على مكافحة الهجرة، وخاصة هجرة “العرب” و”المسلمين” ثم “الإسلاميين” الذين يتم وضعهم جميعا في دائرة شبهة الانحراف أو الإرهاب.
وأشار كاتب الافتتاحية إلى أن الخطر لا يكمن في برنامج هذا الحزب الانتخابي بقدر ما يكمن في خطابه غير المنضبط.
وتابع أنه سواء فاز حزب التجمع الوطني أم لا، سيكون هناك تسارع في “العنصرية” الشعبية بشكل يومي، مشيرا إلى أن الأمر يتعلق بظاهرة عميقة تمس أوروبا بأكملها.
وسجل أنه من المنتظر أن تكون هناك هجرة للأدمغة، في الاتجاه المعاكس، والتي يجب أن نفكر فيها، ونستقبلها، وننظمها، في صفوف الأطباء، والباحثين، وخبراء الإعلاميات.
تعليقات الزوار ( 0 )