في هذا الشهر الفضيل لابد من وقفة تكريم وتعظيم وإجلال، لخدام بيوت الله تعالى، والقيمين على الشأن الديني، وحماة ثوابت المملكة المغربية الدينية، وجنود الله في الأرض الذين يقيمون الصلاة ويرشدون الخلق إلى عبادة الحق.. وهم الخطباء والأئمة والمؤذنون.
إنهم رجال التحلي بصفات الوقار والاستقامة والمروءة التي تقتضيها المهام الموكولة إليهم.. جنود الحرص على أداء الشعائر الدينية، وصون شروط الطمأنينة والسكينة والتسامح والإخاء، الواجب توافرها في الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي.. ومنهم شيوخ العلم والتعلم وأساتذة تحفيظ كتاب الله تعالى، ومربوا الأجيال المقبلة في الكتاتيب القرآنية.. إنهم حراس الفضيلة.
يتقدمنا هؤلاء الأفاضل الكرام عند وقوفنا بين يدي الله تعالى، وقفة خشوع وتعظيم ووقار، فيشنفون الأسماع بعظيم الخطاب الإلاهي، وبأزكى وأبهى الأنغام.. يجتهدون لتحبيب الخلق في عبادة الرب.. يجتهدون في هذا الشهر الفضيل لاستقبال ضيوف الرحمان والتقرب من الحضرة الإلاهية.
يعتلي أئمتنا منابر الإيمان والتقوى، فاتحين قلوبهم لتبليغ مراد الله وتوجيه الخلق إلى عبادة الله، وتصحيح المفاهيم والتصدي للانحرافات، والسعي إلى صون الأمن الروحي للمغاربة، وفق وحدة مذهبية وعقدية لا تزيغ عن المحجة البيضاء.
تصدح حناجر أئمتنا بكلام الله في أبواق المساجد، وتملأ نورانية تلاوتهم مجموع الممكن الإنساني، وتصل صدى أصواتهم إلى العاصي فتحرك فيه مشاعر اللوم وتدعوه إلى حضرة الله، وإلى العابد فتكون مطية لمعراج روحه إلى أرقى درجات الإيمان، وإلى المريض فتكون بلسم جراحه.. إنها ترجمة الأصوات لخطاب الغيب الرباني.
إنها صدور تحمل كتابه وتجمعه وتداوم على تلاوته صباح مساء، وهذه لوحدها مكرمة عظيم، ومنة كبيرة من الله تعالى.
نسأل الله أن يجازي عنا أئمتنا خير الجزاء، وأن يحفظهم لهذه الأمة، وينفعهم بخدمة كتاب الله وبيوت الله.
تعليقات الزوار ( 0 )