قديما قال الشاعر العربي: “لا تنه عن خلق وتأتي مثله… عار عليك إذا فعلت عظيم” والمغاربة يتندرون على من يهوى إسداء الدروس للآخرين ويتناسى نصح نفسه بقولهم “الجمل كا يشوف حدبة صاحبو وينسى حدبتو”. مناسبة هذا الكلام هو ما نشره موقع المعتقل محمد زيان “الحياة اليومية” بخصوص مناشدة هذا الأخير لسليمان الريسوني بفك إضرابه عن الطعام لأنه… حرام شرعا! نعم زيان الذي سبق له أن أعلن الدخول في إضراب عن الطعام (ربما كان أقصر إضراب في التاريخ ولم يدم سوى سويعات معدودة) بدأ فجأة في الحوقلة والبسملة وحمل مسبحته ليتحول إلى “مفتي بلا خبار المجلس العلمي” ويؤكد أن الإضراب عن الطعام حرام ويؤدي بصاحبه إلى النار!
موقع “الحياة اليومية” المملوك لزيان تحول فجأة من “موقع أحمر” خلال إعلان مالكه عن دخوله في إضراب عن الطعام، ولم يبق له إلا إعلان “الثورة” في صفوف الجماهير نصرة للزعيم الأممي زيان، (تحول) إلى “ركن المفتي” مع حلول “العواشر” وصار له يقين بأن الإضراب عن الطعام حرام شرعا… هو فعلا نموذج لإعلام “الريح اللي جا يديه”.
هذا الموقع الذي كان منذ انطلاقته محط سخرية من طرف الجسم الإعلامي الوطني، خاصة وهو ينقل كل حركات وسكنات مالكه ومموله، بل وخرجاته الدونكيشوطية ضد الدولة المغربية، قبل أن يتحول بعد اعتقاله إلى أداة في يد “الطوابرية” ومن يدفع أكثر من المنظمات الأجنبية المعروفة بكرهها للمغرب.
يبدو أن زيان مصر على شغل كرسيه في لعبة “الكراسي الموسيقية” التي تمارسها الجوقة المعلومة حتى وهو موجود داخل السجن، كيف لا وهو الذي يخال نفسه “زعيما” لا يشق له غبار، و”مناضلا” في أرذل العمر حتى إن كان نضال “جيب يا فم وقول” فالمهم هو إثارة الانتباه ولعب دور البطولة الوهمية.
لكن هل زيان والريسوني كانا مضربين فعلا عن الطعام؟
زيان احتسب ساعات النوم في مدة الإضراب عن الطعام، وكأنه يقوم بعملية صيام متقطع ليتخلص من دهون جسمه ويستعيد رشاقته ضدا على عوادي الزمن، وليس بإضراب مفترض عن الطعام.
في حين أن الريسوني، وحتى لا ينكشف خداعه وجبنه للرأي العام، وفي تناقض صارخ مع ما يدعيه ومع الصورة التي يروجها عنه الطوابرية، توسل إلى مدير المؤسسة كي لا يطلع الرأي العام على ما ضبط بحوزته من مأكولات عبارة عن خبز وبيض وشاي، إضافة إلى مكملات غذائية وفيتامينات قام بإخفائها عن أنظار إدارة المؤسسة، ضدا على مقتضيات دليل تدبير الإضراب عن الطعام بالمؤسسات السجنية.
سليمان الريسوني، شأنه شأن علي لمرابط، أمينتو حيضر والمعطي منجب، يوهم الرأي العام بخوض إضراب عن الطعام، والحقيقة أنهم يأكلون ويتلذذون بعيدا عن الأنظار.
لقد ابتلي المغرب بهذا النوع من “مناضلي آخر الزمان” داخل وخارج السجون، ممن هم مستعدون لتغيير قناعاتهم وأفكارهم كما يغيرون جواربهم في سبيل الوصول إلى مبتغاهم، حتى لو كان ذلك بالكذب والكذب ثم الكذب. وهو ما ينطبق كذلك على داعميهم من نوع “كاري حنكو” ممن يروجون للأكاذيب ويعملون على ممارسة التضليل في حق الرأي العام، وفي مقدمتهم حسن بناجح وخديجة الرياضي والمعطي منجيب وفؤاد عبد المومني والجمعيات التي تدور في فلكهم سواء داخل المغرب أو خارجه، وعلى رأسها “مراسلون بلا حدود” و”لجنة حماية الصحفيين”. وختاما نذكرهم جميعا بحديث النبي الكريم: “إن الرجل ليكذب ويتحرى الكذب حتى يكتب عند الله كذابا”.
تعليقات الزوار ( 0 )