تفاعلا مع موجة الغضب الشعبي التي اندلعت بفرنسا على خلفية اغتيال الشرطة الفرنسية للشاب نايل بالرصاص، تسائل الإعلامي الشاب، أشرف بلمودن عن سبب صمت المنظمات الحقوقية وعلى رأسها منظمة العفو الدولية “أمنستي” التي ما فتئت تعطي الدروس في القضايا الحقوقية للمغرب ولباقي الدول العربية الإفريقية على أبسط الوقائع وفي أحيان كثيرة على أمور لا تعنيها.
وقال أشرف بلمودن، في فيديو بثه اليوم الخميس على حساباته على مواق التواصل الاجتماعي، أنه بفظاعة الجرم الذي اقتفرته الشرطة الفرنسية في حق مواطن أعزل، بعدما أجهزت عليه بالرصاص من مسافة الصفر، ستكون فرنسا قد أثبتت عدم أحقيتها من الآن فصاعدا في إعطاء الدروس للغير في احترام حقوق الإنسان، مؤكدا أن الجريمة لا تبدو كما قد يعتقد البعض أنها حادثة معزولة أو خطأ فردي لعنصر أمني، بل كان هناك إصرار ممنهج من الجهاز الأمني الأطراف المرتبطة به، لتصوير القاصر المغتال في صورة المجرم المعتدي الذي استحق مصيره ذلك، وفق الروايات الرسمية التي تناقلتها وسائل الإعلام الفرنسية بغرض طمس القضية.
وشدد ذات المتحدث على أنه لم يعد مقبولا البتة أن تنصب فرنسا نفسها الناطقة باسم حقوق الإنسان خارجيا بينما هي تعج داخليا بمشاكل حقوقية جَمّة ارتبط كثيرا في الآونة الأخيرة بالعنف الممنهج للشرطة في حق المواطنين، خلفت إصابات خطيرة وكذلك قتلى، مستغربا في السياق ذاته، عدم اكتراث البرلمان الأوروبي لكل التجاوزات الحقوقية التي عاشتها فرنسا في السنوات الأخيرة، بينما هذه الأخيرة (فرنسا) تقيم الدنيا ولا تقعدها لتحريك نفس المؤسسة الأوروبية من أجل إدانة دول أخرى في قضايا تورط أصحابها في قضايا حق عام.
وتعيش فرنسا على وقع الصدمة إثر تداول مشهد، يظهر ضابط شرطة وهو يطلق النار على سائق سيارة قاصر من مسافة قريبة أثناء تفتيش مروري في ضواحي باريس. حيث تتعرض الشرطة الفرنسية منذ مدة لانتقادات شديدة بسبب العنف والاستخدام غير المبرر للقوة.
وصباح الثلاثاء الماضي بنانتير، أصيب قاصر يبلغ من العمر 17 عاما برصاصة في صدره بعد رفضه الامتثال لأوامر ضابطي شرطة.
وصدمت هذه المأساة الجديدة البلاد وأثارت موجة من السخط وردود الفعل، خاصة من جانب الأحزاب اليسارية التي أدانت الاستخدام غير المبرر للقوة من قبل شرطة “أصبحت تقتل”.
وبعد نسخة أولية من الشرطة تناقلتها وسائل الإعلام على نطاق واسع، والتي تفيد بأن ضابطا على دراجة نارية من مديرية النظام العام والمرور بشرطة باريس أطلق النار، بينما كان سائق السيارة الشاب قد انطلق نحوه لدهسه، انتشر فيديو هاو على الشبكات الاجتماعية بعد فترة وجيزة من المأساة، يظهر حقيقة أخرى.
ونرى في الفيديو ضابطي شرطة يقومان بعملية تفتيش للسيارة، أحدهم يقف متكئا على الزجاج الأمامي ويصوب على السائق بمسدسه قبل أن يطلق النار عليه عندما حاول السائق الانطلاق بالسيارة، قبل أن ينهي سباقه على بعد بضع عشرات من الأمتار بعد أن اصطدم بعمود.
وعقب هذه المأساة، شهدت نانتير ليلة من التوتر والاشتباكات بين شبان من حي الضحية والشرطة. وامتدت هذه التوترات بسرعة إلى أحياء وبلديات أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )