منذ صدور تقريرها المنحاز حول الحرب الروسية على أوكرانيا ومنظمة أمنستي تعاني الأمرين لقاء إيجاد مخرج لائق من هذا المأزق الذي ضرب مصداقيتها المفترى عليها في العمق.
التحيز وعدم تحري الدقة والشفافية ثم الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف، هي عوامل موجبة بالتحرك والخروج عن الصمت، وهو ما عبرت عنه رئيسة فرع المنظمة بأوكرانيا أوكسانا بوكالتشوك، التي أعلنت عن استقالتها احتجاجا على ما وصفته ب “التقرير المنحاز” الذي يخدم الدعاية الإعلامية الروسية حينما اتهم القوات الأوكرانية بتعريض المدنيين للخطر، مما أثار غضب كييف ودفع المنظمة الحقوقية للإسراع في تقديم اعتذار رسمي عن تقريرها الغير مهني.
التقرير إياه أحدث جلبة حول العالم، بحيث توالت موجة الغضب في مختلف أصقاع العالم، إذ قرر عدد كبير من أعضاء المنظمة مغادرة الفرع السويدي من المنظمة احتجاجا على ذات التقرير، حسب ما أعلنت عنه وسائل إعلام سويدية.
الوضع أصبح مقلقا للغاية بالنسبة لسمعة المنظمة وصارت تترنح إثر ذلك، يمنة وشمالا لتدارك الأزمة، عبر إصدار بيان أمس الخميس، معبرة عن تأثرها لما آلت إليه الأمور بالقول: “نحن قلقون للغاية لأن الكيفية التي نشرنا بها هذا التقرير أدت إلى استقالة مديرة فرعنا بأوكرانيا أوكسانا بوكالتشوك، وهو ما قد عرض أمن موظفينا للخطر. وعليه، نعلن أننا سنتوخى حذرنا مستقبلا ونحرص ألا يتكرر الموقف”.
وفي ذات السياق، تستطرد المنظمة، “نعي جيدا أن توقيت وسياق صدور التقرير أثار العديد من المخاوف لدى الأفراد والمنظمات في أوكرانيا والولايات المتحدة وكذا مناطق أخرى من العالم.
وبسبب تقاريرها المنحازة، فقد ساعدت أمنستي السلطات الروسية ضمنيا في التمادي في انتهاكها لحقوق الإنسان بأوكرانيا، وهو ما اعترفت به المنظمة من خلال بيانها أمس الخميس بالتأكيد: “خلال الأيام التي أعقبت صدور التقرير، انخرطت السلطات الروسية في ممارسات غير مسؤولة، مستعينة بخلاصات تقريرنا لتبرير انتهاكاتها لقوانين الحرب بغية صرف الانتباه عن جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان”.
وللتذكير، تعيش أمنستي أحلك أيامها في الفترة الحالية، بسبب تقاريرها المتحاملة على دول بعينها، حيث برهنت للمنتظم الدولي عبر تقريرها حول الحرب الروسية على أوكرانيا أن المنظمة الحقوقية تشتغل وفق أجندات دقيقة وذات أهداف مسطرة مسبقا تحابي من خلالها دول على حساب دول أخرى.
تعليقات الزوار ( 0 )