تسبب تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد سنة 2020 في إلحاق خسائر جسيمة بقطاع الصحافة الورقية وسوق الإشهار، ليتوجه الاهتمام بشكل أكبر، خاصة خلال فترة الحجر الصحي، نحو ناشري المحتوى الرقمي.
فقد أدت الحاجة إلى الحصول على معلومات حول (كوفيد- 19)، في ظل القيود الصارمة المفروضة على التنقل وإغلاق نقاط البيع، إلى تشجيع الانتقال نحو الرقمنة واللجوء إلى الوسائط الرقمية التي مكنت أرباب المؤسسات الصحفية من استقطاب مشتركين جدد.
وفي المغرب، انتقلت العديد من وسائل الإعلام إلى العالم الرقمي، وقدمت، علاوة على نسختها الورقية، نسخة إلكترونية كتجربة مجانية خلال فترة الحجر الصحي، وهو ما لقي إقبالا في صفوف الجمهور.
وبعد استئناف الطباعة الورقية، سيكون التحدي هو إرساء عادة جديدة لشراء المحتويات الرقمية، والقيام بذلك دون ضغط على المستهلكين. وهكذا، تسعى العديد من وسائل الإعلام “التقليدية” إلى تقديم عروض اشتراك على منصاتها الإلكترونية.
وبدأت بعض وسائل الإعلام بالفعل هذه العملية من خلال دمج خدماتها الإلكترونية والاشتراك في وسائطها، وعبر تقليل عدد محتوياتها المتاحة مجانا على الإنترنت.
وتسير وسائل الإعلام هذه على خطى أخرى كانت قد شرعت في هذه العملية قبل الأزمة الصحية، مثل أسبوعية (تيلكيل) سنة 2018، ومن المتوقع أن تتبع بوابات إخبارية أخرى نفس النهج.
ولأن اعتماد النموذج مدفوع الأجر يعزز وفاء الجماهير عبر تقديم محتويات موثوقة وذات جودة عالية، فإن وسائل الإعلام الإلكترونية أصبحت ملزمة بالتحقق من الأخبار التي تبثها على وسائطها الرقمية وتجنب المقالات التي تسعى فقط إلى الحصول على أكبر عدد من النقرات.
ويتقاسم هذا الإقبال على وسائل الإعلام الإلكترونية مستخدمو الإنترنت في جميع أنحاء العالم.
الأكيد أن الأزمة الصحية المرتبطة بجائحة كورونا أثبتت أهمية الأخبار بغض النظر عن وسيلة نشرها. ويبقى على وسائل الإعلام أن تعزز حضور الجماهير على الإنترنت من خلال تقديم أشكال جديدة (بودكاست، رسائل إخبارية، وغيرها).
تعليقات الزوار ( 0 )