إن خيانة الوطن هي خيانة للعهد والولاء والأمانة، وانقلابا على الثوابت المعززة للانتماء المجتمعي، وتعني بيع القيم للمجهول والارتماء في أحضان أعداء الوطن على حساب شرعيات وطنية متعددة، ومن يخون الأمانة وهو يعيش خارج ارض الوطن ويعتقد أن خيانته تطول فهو واهم، بل سيظل الخزي وصمة عار على جبينه وستضيق عليه دائرة الحياة أينما حل وارتحل، فلا يمكن للوطني المتشبت بوطنه ولديه شعور صادق نحو المواطنين ولا يسعى الى فتنتهم أن يمد اليد لمصافحة أعداء الوطن، أو التآمر عليه، فذلك يدل على الخساسة والحقارة والتآمر على الشعب الذي مر من عدة أزمات ورغم ذلك تشبت بالوطن وحرص على الأمانة.
وبالعودة للتاريخ الفرنسي نجد ان نابليون قد أعطى درسا لمن يخون وطنه، حيث امتنع عن مصافحة جاسوس نمساوي أعانه على احتلال وطنه، حينما طلب مصافحته، إذ ألقى له بحفنة من المال والذهب على الارض قائلا له : هذا الذهب والمال لأمثالك، أما يدي فلا تصافح رجلا يخون بلاده.
وهتلر حين سئل عن من هو أحقر الناس الذين قابلتهم في حياتك؟ أجاب أحقر الناس هم أولئك الذين ساعدوني على احتلال أوطانهم.
وخيانة الوطن لها صور وأشكال متعددة منها مساعدة عدو ما على احتلال جزء من الأرض، وقد تكون مساعدة الأعداء على احتلاله فكريا أو بالتنازل عن مبادئه أو قيمه، أو بيع مواقف أو معلومات، أو بالتآمر والتجسس لفائدة العدو، أو بالاستقواء بجنسيات الدول الأجنبية، أو الانتماء الى منظمات حقوقية أو جماعات، أو أجهزة إعلامية، وصدق من قال إن الخائن لوطنه كالذي يسرق من بيت أبيه ليطعم اللصوص، فلا أباه يسامحه، ولا اللصوص سيكافئونه.
ان الأمر الذي يجب أن يفهمه كل من يعيش على فتنة بلدهم، أنه لن تسمح لكائن من كان بأن يمس أمنها أو عقيدتها المستمدة من الدين الإسلامي السمح، الدين الوسطي بمذهبه المالكي وعقيدته الاشعرية، ولسانه لغته العربية والأمازيغية اللتين يجب أن يفهمها كل من يتعاطف مع الذين يبحثون عن طمس الهوية المشتركة تحت مسميات عدة، أو يتعاطف مع من يدعّون أنهم جماعات حقوقية ناشطة لكنها مخصصة في الاستيلاب الهوياتي، ويركبون على الإصلاح كذريعة، ويتخذون من المطالب ستارا لتبرير التآمر الخبيث، ولإضفاء الشرعية على الادعاءات والمواقف، وهم بالتغريدات الفايسبوكية والكتابات التي لا تعبر عن شخصيات كبيرة، والترويج لنيل شرعية وحقيقة بطولية أعداء الوطن، وتقديمهم للنموذج الجديد المعادي للمجتمع الكلي بحثا عن فتات جزئي ولاستهداف أمن الوطن وزعزعته.
ان الامر لا يعدو ان يكون مثل الفرق بين الكفر والايمان ذلك ان المؤمنين هم الكبار والكافرين هم الحثالة بدليل ان الاسلام لا يدخله من الغرب الا كبار العلماء والشخصيات المشهورة والوازنة في جميع المجالات وايضا الذين حباهم الله. بالاستقامة الفكرية حتى تبين لهم الرشد من الغي.. بينما الضعاف العقيدة والملحدين هم من يعاكسون المنطق والحقيقة وأصبح اليوم ضروري التصدي لمن يبيعون وطنا بثمن قليل او بدونه دون وعي ولا علم.
ان المقاربة الأمنية و الجنائية اصبحتا في سياقهما الدولي غير كافيين لتطبيق القانون على جميع المخالفين للقانون و ان خطر المساس بالوطن يتطلب قرارات سيادية وقانون يلاحق كل الذين يستهدفون وحدة الشعب المغربي ووطنه وثوابت الوطن وهو ما يتوقف على احداث مجلس قومي أمني مغربي للتدبير الأمني الاستراتيجي.
قال تعالى : “يا أيها الإنسان ما غرك بربك الكريم الذي خلقك فسواك فعدلك في اي صورة ما شاء ركبك” صد الله العظيم .
تعليقات الزوار ( 0 )