أما آن الأوان، لجيلي أن يترجل من صهوة السياسة؟
باكرا، تحملت عقولنا الصغيرة هموم الوطن والنَّاس، فبينما كان أقراننا يتمتعون بممارسة هوايات الطفولة والشباب ويقرأون قصص الحب والمغامرات، كنّا نحن نتحلق في الأماكن المغلقة للحديث عن السياسة ولا شيئ غير السياسة، ونقرأ كتب بوليتزر وماركس وحسين مروة ومهدي عامل وعابد الجابري… وروايات غسان كنفاني وحنا مينه وَعَبَد الرحمان المنيف…
وحينما كان نظراءنا يستمعون للروك والبوب والراي.. كنّا نحن نعذب مسامعنا في الإنصات لتسجيلات رديئة لأغاني الشيخ إمام وسعيد المغربي وجورج قرمز…
سببنا المتاعب لآبائنا وأمهاتنا وأقاربنا، ممارسة الحياة وفق مراحل النمو الطبيعية للشخص، لم يكن لها محل من الإعراب لدينا، بينما سعى أقراننا لتوفير أسباب العيش والرفاهية لهم ولأولادهم، ظللنا نحن نعتبر أن النجاح كل النجاح في الحياة هو ضمان أجر شهري، لمواصلة النضال والنضال.. من هذا الموقع أو ذاك، حتى اكتشفنا أن ذاك الأجر نصفه لا يكفي حتى لإدخال الأبناء للمدرسة بعد أن صارت المدرسة العمومية في خبر كان..
أمام كل هذا، ولوقف هذه التراجيديا، لا بد لنا أن نكف عن أن نكون كائنات سياسية، فنترجل من صهوة السياسة ونسير مع الكائنات الآدمية العادية حيثما يسيرون.
تعليقات الزوار ( 0 )