ان كُنتُم تحبون هذه الارض حقا! كونوا مصابيحا إذا.. أقبلوا على بعضكم بعضا.. أرفقوا ببعض.. ثوروا على أناكم و اقتلوا غروركم.. لا تكتموا الحقيقة ابدا و لكن اختاروا دائما طريقة جميلة لقولها سواء بين بعضكم بعضا او للناس دافعوا عن حقوقكم بقوة الأدب و الحكمة.. كونوا بسطاء لتكونوا بحجم اللحظة و الموقف.. افسحوا المجال لغيركم للذين يختلفون معكم في الأفكار و الروؤى اتركوهم يعبرون كما يريدون.. لا تكونوا ضعفاء امام آراء الناس و معتقداتهم.. علموهم الاحترام و الاختلاف.. علموهم احترام هؤلاء الذين تعتبرونهم أعداء لكم.. نعم احترام العدو مهما كان خسيسا من شيم و اخلاق الشجعان و الأقوياء..اعطوهم دروسا في الحياة و التعايش في القبول و التسامح في العفو عند المقدرة..ستكسبون الكثير و تتعلمون الكثير..
لا تشرعنوا الاستبداد و التحكم تحت اي اسم.. لا “تنابزوا بالألقاب” لا تشتموا بعضكم بعضا و لا تحرضوا هؤلاء المتحمسين ممن يجهلون..
هناك فرق شاسع بين التحريض و التوعية.. قدموا الوعي و المعرفة للناس.. امنحوهم الثقة في الحياة و الحب و الانسان و في أنفسهم و ارواحهم.. حرروهم من التبعية و الخوف و الانتظار.. علموهم كيف يشتغلون كيف يعملون بكد.. كيف يزرعون شيئا ليحصدوه.. فما نيل المطالب بالتمني..
كونوا قدوة للذين يحبونكم.. للبسطاء للذين يضعون أيديهم فوق قلوبهم و يقولون ربي لا ترني فيهم بئسا.. لهؤلاء الذين حطمهم اليأس و لم يجدوا من ينير لهم الطريق.. لا تأخذوهم في نفس طريقكم انتم.. اتركوهم يختارون بأنفسهم و يستفتون قلوبهم.. ان كُنتُم حقا تحبون هذه الارض.. امنحوها الحب و الصدق و النبل.. فبعد هذه الصفات ياتي كل شيء.. ليس شرطا ان تظهروا لنا ليس شرطا ان نراكم.. ربما ما تفعلونه في بيوتكم مع عائلاتكم دون ان يلاحظكم احد.. اكثر قيمة من اي شيء اخر.. ربما مآزرتكم لانسان ضاع بين الزحام و فقد كل شيء.. اجمل من كل الخطابات و الكلمات.. ربما شرائكم لجزمة حذاء جديدة لطفل حافي القدمين و انتم تبتسمون في وجهه.. اكثر قيمة من ان تحكموا العالم او تخترعوا صاروخا.. ان كُنتُم حقا تحبون هذه الأرض كونوا مصابيحا حيث انتم.
محمد سلطانة
تعليقات الزوار ( 0 )