-
°C
+ تابعنا

افتتاحية.. بقلم: أمين نشاط

الرئيسية كُتّاب وآراء هل سيتم الإستغناء عن رؤساء الجماعات الترابية ؟

هل سيتم الإستغناء عن رؤساء الجماعات الترابية ؟

كتبه كتب في 5 مارس 2018 - 12:39 م

لا شك أن مجرد طرح مثل السؤال أعلاه، سيفضي بالكثيرين إلى الجزم والتأكيد على أنه لم تعد هناك حاجة إلى رؤساء جماعات وهم الذين فشلوا في تحقيق مطالب الساكنة وفي تأطير المواطنين والمواطنات وفي القيام بواجبهم على الوجه الأمثل؛ غير أن السؤال الذي ينبغي أن يطرح في تقديرنا، هو: إذا افترضنا هذا الأمر صحيحا، فهل هو فشل أشخاص أم هو فشل مؤسسات (أي فشل نموذج اللامركزية والجهوية المتقدمة)؟

بالرغم من كوننا راكمنا تجربة تفوق مدتها الأربعين سنة، وهي تجربة مكنت المغرب من تبوئ مركز الريادة في اللامركزية بين دول الجنوب، إلى درجة أن هذا الاعتراف الدولي جعل مجلس أوروبا، عبر مؤتمر السلطات المحلية والجهوية، يقترح على المغرب ـ عبر الجمعية المغربية لرؤساء المجالس الجماعية ـ صفة شريك في الديمقراطية المحلية؛ فإن حكومتنا لا تزال مترددة في قبول هذه الصفة التي ستمكن رؤساء الجماعات الترابية المغربية من إسماع صوتهم في مجلس أوروبا، بحيث سيكون بلدنا هو القطر الوحيد من خارج أوروبا الذي ستمنح له هذه الصفة، إضافة إلى منظمة المدن الأفريقية CGLUA التي طلبت منا، وللمرة الثانية، تنظيم مؤتمر السلطات المحلية والجهويةAFRICITIES الذي من المزمع والمنتظر انعقاده في دجنبر 2018 بمدينة مراكش.

ومن المعلوم أن هناك من يعتقد كون الدولة قد منحت صلاحيات كثيرة لرؤساء الجماعات الترابية، في الوقت الذي قلصت فيه من صلاحيات الولاة والعمال، الأمر الذي انعكس سلبا على مسار التدبير الترابي، لا سيما بعد أن أصبح الولاة والعمال يقدمون كخصوم لرؤساء الجماعات، في حين أن الواقع يقر بأنهم حلفاء ترابيين Allies territoriaux ويتواجدون في نفس الخندق.

وعليه، فإن الاشكالية الحقيقية لا تكمن ـ من وجهة نظرنا ـ بين الولاة والعمال من جهة والرؤساء من جهة أخرى، بل بين المركز (أي الحكومة) الذي يستحوذ على 90 في المائة من ميزانية الدولة، والجهات والأقاليم التي لا تستفيد سوى ب 10 في المائة فقط من هذه الميزانية؛ وبالتالي، هل يعقل أن نتصارع على حصة 10 في المائة أم يجب أن نطالب المركز باقتسام قسط من حصة الأسد التي بحوزته لفائدة الجهات والأقاليم؟ ومن ثم، فإن المطلوب هو توحيد الكلمة بين الرؤساء والولاة والعمال من أجل جلب الاختصاصات والإمكانيات من المركز نحو الهوامش التي تعاني من قلة الإمكانيات

الدكتور محمد بودرا رئيس الجمعية المغربية لرؤساء الجماعات AMPCC

رئيس الجمعية الاورومتوسطية للجهات و الاقاليم Copresident d ARLEM

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .