المؤبد لقاتل الشاب بلال السدوري في تطوان: العدالة تقول كلمتها في جريمة هزّت الرأي العام

أصدرت غرفة الجنايات بمحكمة الاستئناف بمدينة تطوان حكماً بالسجن المؤبد في حق المتهم بقتل الشاب بلال السدوري، القاطن بحي سانية الرمل، وذلك بعد أشهر من التحريات والمتابعة القضائية في واحدة من أبشع الجرائم التي شهدتها المدينة خلال السنة الماضية، والتي خلّفت صدمة عميقة في صفوف الساكنة المحلية.

وتعود وقائع الجريمة إلى شهر شتنبر المنصرم، حين اندلع خلاف بين الضحية وصديقه في المنطقة المقابلة لمسجد الأمة بحي سانية الرمل، ليتحوّل الشجار المفاجئ إلى جريمة قتل مروعة، بعدما تلقى بلال طعنة قاتلة أنهت حياته في عين المكان. الحادثة، التي وقعت في ظروف غير متوقعة، فجّرت مشاعر الغضب والحزن لدى الجيران ومعارف الضحية، خاصة وأن العلاقة التي جمعت الطرفين كانت توصف بكونها صداقة قائمة منذ سنوات.

وكشفت التحقيقات الأمنية أن الجاني، وهو من أبناء الحي نفسه، دخل في مشادة كلامية مع الضحية لأسباب لم يتم الكشف عن تفاصيلها الكاملة، قبل أن يستل أداة حادة ويوجه بها طعنة قاتلة. اللافت في القضية أن المتهم لم يحاول الفرار بعد ارتكاب الجريمة، بل توجه مباشرة إلى أقرب دائرة أمنية وسلم نفسه، وهو ما سهّل مجريات البحث وسرّع وتيرة الإجراءات القضائية.

وخلفت الجريمة أثراً بالغاً في نفوس سكان الحي، حيث كان الضحية معروفاً بأخلاقه الرفيعة وسلوكه الهادئ، ما جعل وقع الحادث مؤلماً على كل من عرفه. وقد شهدت جنازته حضوراً واسعاً من أقاربه وجيرانه وأصدقائه، الذين عبّروا حينها عن رغبتهم في تحقيق العدالة وإنزال أقسى العقوبات بحق الجاني.

وبعد جلسات مطوّلة استمعت فيها المحكمة لجميع الأطراف والشهود، قضت الهيئة القضائية بإدانة المتهم والحكم عليه بالسجن المؤبد. وقد اعتبرت عائلة الضحية وعدد من المواطنين هذا الحكم خطوة نحو الإنصاف وتحقيق العدالة، رغم أن الألم لا يزال يخيّم على الأسرة المكلومة التي فقدت أحد أبنائها في مشهد مأساوي لا يُنسى.