تحول اجتماع لحزب الاستقلال في إقليم الحسيمة إلى حدث يثير الجدل، حيث وصفه البعض بـ “التأبين الذاتي” للحزب بالمنطقة، وذلك بعد تهميش الأمين العام نزار بركة لعدد كبير من أعضاء الحزب ومنتخبيه، والاكتفاء بحضور منخرطين و أشخاص غرباء، تم تجميعهم على يد برلماني الاقليم عن حزب الاستقال كما أفادت مصادر لجريدة شمال بريس.
شهد اللقاء، الذي عُقد يوم أمس الأحد 23 فبراير الجاري، مقاطعة واسعة من أعضاء الحزب، حيث غاب رؤساء 4 من أصل 8 جماعات تابعة لحزب الاستقلال، ووصلت نسبة المقاطعة بين المستشارين إلى 90%. ولتعويض هذا الغياب، حضر عدد من الأشخاص من خارج الإقليم، بما فيهم أشخاص من طنجة وتطوان وشفشاون، ومحمد الحمامي، برلماني ورئيس مقاطعة بني مكادة بطنجة، في حين اقتضى العرف في مثل هكذا لقاءات حضور المنتخبين والكتاب المحليين والإقليميين ورؤساء القطاعات الموازية للحزب.
كما كان لافتًا حضور عدد من الأشخاص الذين لا علاقة لهم بالحزب، مما دفع بعض المصادر الاستقلالية إلى وصف اللقاء بـ “المجزرة التنظيمية”، ويعود تنظيم هذا اللقاء إلى نور الدين مضيان، الذي يواجه حاليًا محاكمة بتهم السب والقذف والتشهير ضد الاستقلالية رفيعة المنصوري.
و وفق وثيقة صدرت قبل أكثر من شهرين، وجه أكثر من 30 من أعضاء الحزب ومنتخبيه، من بينهم رؤساء جماعات وأعضاء بالمجلس الوطني، رسالة إلى نزار بركة طالبوه فيها بلقاء عاجل لمناقشة وضعية الحزب في منطقة الريف، لكن الطلب قوبل بالرفض دون إبداء أسباب. ومنذ تلك اللحظة، سادت حالة من التوتر داخل صفوف الحزب، حيث يوجه المنتقدون اتهامات لبركة بـ “الانحراف عن مبادئ الحزب” وعدم الالتزام بالتوجيهات الملكية التي دعت إلى تخليق الحياة السياسية.
كما تجدر الإشارة إلى أن قيادة حزب الاستقلال تجاهلت الرسالة الموجهة من أعضاء الحزب في الحسيمة منذ 11 دجنبر الماضي، ما جعل البعض يعتبر هذا التجاهل بمثابة “الهروب إلى الأمام”.
وفي اتصال لجريدة شمال بريس بأحد الأعضاء المنتمين لحزب الإستقلال بإقليم الحسيمة متسائلين عن الوضع السياسي للحزب، أجاب أن الحزب أصبح غير مفهوم خصوصا بعد تحكم عائلة واحدة في قرارات تسييره وتدبير شؤونه، ما جعل من الأغلبية تتراجع وتفكر في الالتحاق بأحزاب أخرى أقل ضررا من الناحية التواصلية والتنظيمية من حزب الإستقلال.
وفي نفس السياق، عاينت الجريدة تساؤلات عدة عبر تعليقات تم التعليق بها في وسائل التواصل الاجتماعي للعديد من سكان بني عمارت وإقليم الحسيمة عن حصيلة عمل البرلماني عن حزب الإستقلال، الذي ظل يمثل المنطقة في البرلمان لفترات طويلة، في وقت تتطلب فيه منطقة بني عمارت تحسينات تنموية حقيقية وحلولاً فعلية لمشاكلها المستمرة، مما يبرز تساؤل كبير حول الدور الفاعل الذي يلعبه السياسي في معالجة القضايا الحيوية التي تواجه السكان.
تعليقات الزوار ( 0 )