أعلنت نجاة زروق، مديرة تنمية وإدارة المعرفة، و الأكاديمية الإفريقية للحكومات المحلية (ALGA) التابعة لمنظمة المدن والحكومات المتحدة في إفريقيا (CGLU)، صباح يوم الإثنين 9 دجنبر الجاري، في افتتاح الدورة الثامنة للمنتدى الإفريقي للمديرين الترابيين ومعاهد التكوين، الذي انطلق يوم 9 دجنبر 2024 بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، والذي أعطى انطلاقته الرسمية الدكتور بوشتى المومني،” التحاق جامعة عبد المالك السعدي، كعضو فاعل في المنظمة الدولية لمدارس ومعاهد الإدارة (IASIA)”.
وذكرت نجاة زروق أن المغرب يعمل بكل قواه ويسخر كل مجهوداته من أجل السلم والسلام وضمان حقوق الإنسان وتحقيق التنمية المستدامة كالأهداف الأساسية لميثاق الأمم المتحدة تحت القيادة المولوية لجلالة الملك محمد السادس.
وأكد بوشتى المومني في كلمة له بالمناسبة على “استمرارية الرؤية المستنيرة والالتزام الراسخ لجلالته تجاه تعليم شامل، مبتكر، ومتجاوب مع احتياجات الشباب”.
ودعا رئيس جامعة عبد المالك السعدي، المشاركين في هذه الدورة ” إلى التبادل والتفكير الجماعي حول التحولات اللازمة في النظام التعلمي والسبل التي يجب اتباعها لمواجهة تحديات العصر”.
وأضاف بوشتى المومني أن هذه الدورة التي، تعرف مشاركة 25 دولة إفريقية، تنعقد تحت شعار”تعليم إفريقيا متكيفة مع القرن الحادي والعشرين: أدوار ومسؤوليات الجماعات الترابية”، وتتماشى مع توجهات السياسة الجديدة لجامعة عبد المالك السعدي في مجال مسؤوليتها المجتمعية (RSU)، والتي تستند من ناحية أولى على تحقيق أهداف التنمية المستدامة الـ17 (ODD) في أجندة 2030 للأمم المتحدة، وتعتمد من ناحية ثانية على التزام بيئي واجتماعي لتعزيز بيئة جامعية شاملة وقادرة على الصمود.
واستعرض جوانغ زو Juwang Zhu، مدير المؤسسات العامة والحوكمة الرقمية (DPIDG)، قسم الشؤون الاقتصادية والاجتماعية في الأمم المتحدة (DIPG-D/UN-DESA)، نيويورك، في مداخلة له عبر تقنية التناظر، عددا من التحديات التي تواجهها الحكومات من قبيل التكيف مع تغير المناخ، ومواجهة الفقر، ومواكبة التطور التكنولوجي المتسارع، و للنزاعات الإقليمية، وغيرها الكثر.
“ولمواجهة هذه التحديات وغيرها”، يقول جوانغ زو،”على الحكومات أن تتبنى استراتيجيات استباقية مستعجلة لحل المشاكل للتمكن من مواجهة الأزمات، مما سيساعدها على التوقع المسبق ومن ثم تجاوز هذه الإشكالات”.
وأضاف الممثل الأممي، أنه” تماشيا مع معايير الأمم المتحدة ، فإن الدول الأعضاء يتوجب عليها اتباع استراتيجيات لمواجهة التحديات المجتمعية إضافة إلى دعم وتعزيز برامج بناء القدرات والتركيز على تطوير البنى التحتية وتبني التقنيات الحديثة”.
وفي سياق تدريب المهارات، أكد جوانغ زو، على” أن القطاع الخاص دائما ما يبحث عن مهارات جديدة وذات كفاءة عالية في مجال الإدارة العامة حيث يبقى القطاع الخاص جذابا للعديد من الموظفين. وفي هذا الصدد فإن العديد من الدول الإفريقية يمكن لها الاستفادة من الفرص لتحسين منظوماتها التعليمية والتكوينية لتتماشى مع متطلبات سوق العمل، ومن بين هذه الفرص التحسيس بأهمية العمل المجتمعي وتوفيرفرص الترقية الوظيفية”.
من جهتنها اعتبرت نفيسة العلمي، نائبة عمدة مدينة طنجة، أن “اختيار هذه المدينة لاحتضان هذه الدورة دليل على انتمائها لعمقها المتوسطي والإفريقي من خلال دورها المتميز في تعزيز الشراكات الاقتصادية وتبادل الخبرات والتجارب”.
ودعت نائبة عمدة مدينة طنجة الجماعات الترابية الإفريقية إلى “تكثيف جهودها في مجال التعاون لأجل إيجاد طرق مبتكرة لتطوير التعليم من خلال المساهمة في تجهيز وبناء المؤسسات التعليمية، وتبادل الخبرات والتجارب والممارسات عبر آليات التعاون بين الدولي اللامركزي في صيغة استثمار بين القطاعين العام والخاص ولابد أن تسعى هذه الجماعات إلى تنفيذ أجندة 2030 وأهداف التنمية المستدامة.
و في كلمة ألقتها بالنيابة، نجاة زروق، مديرة تنمية وإدارة المعرفة، و الأكاديمية الإفريقية للحكومات المحلية (ALGA) التابعة لمنظمة المدن والحكومات المتحدة في إفريقيا(CGLU)، أعرب أوسكاركومبيلا Oscar Kombila، الكاتب العام لمنظمة المدن والحكومات المتحدة في إفريقيا(CGLU)، عن شكره وامتنانه لجلالة الملك محمد السادس الذي منح رعايته السامية لهذه الدورة مشيرا إلى” أن هذه الثقة تعكس الأهمية الاستراتيجية التي يوليها جلالته لإفريقيا عامة والتعليم بإفريقيا تحديدا”.
وقال أوسكار كومبيلا،” إن هذه الثقة تعكس، أيضا، الأهمية الاستراتيجية التي يوليها جلالته للامركزية، والجهوية المتقدمة، والحكامة المحلية، والاستثمار في رأس المال البشري”.
وأشار أوسكار كومبيلا ، أن “هذا المنتدى يحظى بدعم قوي وتمويل من برنامج الأمم المتحدة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية (UNEDESA) من خلال إدارته للمؤسسات العامة والحكامة الرقمية”.
وأكد أوسكار كومبيلا أن “اختيار موضوع التعليم في قارة يطغى عليها الطابع الشبابي لسكانها، بنسبة تقارب 60%، يُعتبر خيارًا صائبًا ومُلّحًا. فالتعليم حق أساسي وهو قمة التقدم والتنافسية والتنمية في كل البلدان، والاستثمار فيه أولوية حاسمة في الظرف الراهن لضمان تحقيق تنمية شاملة ومستدامة، ولتمكين القارة من مواجهة التحديات المتعددة التي تعيق تطورها”.
“لكن هذا القطاع”، يشير أوسكار كومبيلا “يواجه، منذ بدايات برامج التكييف الهيكلي في الثمانينات، تحديات ومشاكل جسيمة، منها ضعف البنية التحتية، نقص الموارد البشرية والمالية والتقنية، تدهور جودة التعليم، وأحيانًا خصخصة التعليم بشكل فوضوي، ما أدى إلى ارتفاع معدلات الهدر المدرسي، البطالة، خاصة بين الشباب، الهجرة، وهروب الأدمغة”.
من جهته Gautier Brygo المندوب الممثل ل “Echos communication”، وهي منظمة دولية غير حكومية بلجيكية تنشط في بلجيكا، المغرب، السنغال، وبوركينا فاسو وجمهورية الكونغو الديمقراطية، وتتبنى نهجًا قائمًا على مواجهة التحديات الأكثر إلحاحًا في هذا القرن، أوضح أن “هذه المنظمة الدولية انخرطت في الدعوة التي أطلقتها الاتحاد الإفريقي، الذي أعلن أن عام 2024 هو “عام التعليم”..
وشدد على أن “الاستثمار في التعليم والتكوين بات أكثر أهمية من أي وقت مضى لمستقبل إفريقيا، و من الضروري إعداد مواطني المستقبل من خلال منحهم الأدوات اللازمة لمواجهة تحديات عالم متغير باستمرار فضلا عن أن التعليم”، يضيف قائلا،” عامل أساسي للتنمية القروية، ولتعزيز قدرة المجتمعات على الصمود. فهو يساهم في مكافحة الفقر وعدم المساواة، وتعزيز السلام والاستقرار، والحفاظ على البيئة”.
و لتحقيق هذه الأهداف، يقول المندوب الممثل لـ “Echos communication”: “تركز منظمته على نهج تعاوني وشامل يدمج منظمات المجتمع المدني، والمؤسسات اللامركزية، والمسؤولين المحليين، والمجموعات المهمشة في وضعية هشة”.
وينتظر أن تتوج أشغال الدورة الثامنة للمنتدى الإفريقي للمديرين الترابيين ومعاهد التكوين، تتواصل إلى غاية يوم الجمعة 13 دجنبر الجاري، بالمدرسة الوطنية للتجارة والتسيير بطنجة، بإصدار مجموعة من التوصيات ذات الصلة والارتباط بالإشكال العام المؤطر للمنتدى.
تعليقات الزوار ( 0 )