من حق إدريس فرحان أن يَهيم بشخصية عبد الله بوصوف، ويَحفُها بكل الثناء والإطراء والتطبيل.
ومن حق عبد الله بوصوف على إدريس فرحان أن يَقترحه لشَغل حقيبة وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، ويُزاوج معها حتى منصب الكاتب العام للمجلس العلمي الأعلى.
فعبد الله بوصوف هو صاحب أفضال كبيرة على إدريس فرحان. وجَزاء الإحسان لا يكون إلا بالإحسان وزِيادة.
فالأمين العام لمجلس الجالية كان يَمنح، بصفة دورية، 20 ألف درهم لإدريس فرحان، أي ما يُعادل تقريبا ضِعف الحد الأدنى للأجر الشهري بإيطاليا.
وهذا الدخل الصافي، المُعفى من اختصام الضريبة على الدَخل، يَجعل إدريس فرحان يَعيش في بحبوحة لا تَوَفرها له حتى جورجيا ميلوني، التي لا تَصرف له سوى المساعدات الاجتماعية المخصصة للعاطلين و”باردين الكتاف”.
ولكم أن تتصوَّروا كيف أن عاطلا في إيطاليا، مُتخصِّص في نَهش أعراض المغاربة، يَتقاضى من أموالهم العامة عشرين ألف درهم، أي ما يَربو من ألفين يورو!
وفي المقابل، هناك من مغاربة الوطن من يُكابدون بالليل والنهار من أجل ثلاثة وأربعة ألاف درهم فقط. بل إن مَبلغ عشرين ألف درهم شهريا هو دخل حصري خاص بكبار الموظفين العموميين، مثل أساتذة الجامعات، والقضاة من الدرجة الأولى، والمهندسين الممتازين وغيرهم.
إنها صناعة العبث! كيف يُمكن لمجلس الجالية أن يَصنع من زِنديق بدون مؤهلات أكاديمية وعلميَّة باحثا في الشؤون الدينية! وكيف له أن يُغدِق على عاطل عن العمل براتب شهري أو دوري يُضاهي أجرة أستاذ جامعي في الطب والهندسة.
والمؤسف حقا أن إدريس فرحان لم يَكن يُسدي أي عَمل مقابل هذا الأجر الصافي الذي يُضاهي مرتين الحد الأدنى للأجر بإيطاليا. فقط كان يُهاجم المؤسسات الدستورية والمصالح الأمنية المغربية بسلاح البروباغندا.
بل إنه كان يَتفنَّن (بأموالنا) في اختيار ضحاياه من المسؤولين المغاربة. فهذا يَصفه بالشاذ الجنسي، وهذا زير نساء، وهذا بارون مخدرات، وتلك مُدمنة خمر.. وهكذا دواليك في مُتوالية الأخبار الزائفة.
وكل هذا وإدريس فرحان يَرفل في بحبوحة العيش، فالحَبَّة والبارود من دار سي عبد الله بوصوف في مجلس الجالية.
فكم هو مُخزي أن يَدرأ مسؤول الإشاعة المُغرِضة عنه وعن أسرته، ويَستخدم في ذلك أموالا طائلة، بينما لا يَخجل عندما يَرى سُمعة باقي المغاربة تُنهَش بِلُعاب وأنياب الكلاب الضارة.
وقد صدق رسول الله إذ قال “لا يؤمن أحدكم حتى يُحب لأخيه ما يُحب لنفسه”! واعتقد أن هذا الحديث الشريف لا يُطبَّق في حالة عبد الله بوصوف وإدريس فرحان.
تعليقات الزوار ( 0 )