أدرجت مجلة “فوربس” لأكثر الشخصيات تأثيرا في العالم، إسم عالمة الفيزياء النووية المغربية البارزة “رجاء الشرقاوي المرسلي”، ضمن قائمة أكثر 50 شخصية في الشرق الأوسط وإفريقيا لهذا العام؛ تقديرا لإسهاماتها العلمية المتميزة، بعدما ساهمت أبحاث “المرسلي” في إثبات وجود الجسيم المسؤول عن تكوين الكتلة “بوزون هيغز”.
وأشارت “فوربس” إلى أنه، بالرغم من مسيرتها المهنية المليئة بالإنجازات، والتي استمرت 30 عامًا تقريبًا في مجال العلوم؛ إلاّ أنها لم تكن لتوجد لو لم تقنع والدها بالسماح لها، من أجل الحصول على شهادة عليا في فرنسا، بعدما كانت ستغادر المرأة منزلها لبيت الزواج.
وقد حصلت العالمة المغربية “المرسلي” على درجة الدكتوراه في الفيزياء النووية من جامعة “جوزيف فورييه في غرونوبل” بفرنسا، قبل أن تعود إلى المغرب سنة 1982، حيث التحقت بكلية العلوم بجامعة محمد الخامس بالرباط.
وقد تولت في بداية حياتها المهنية، منصب رئيسة مختبر الفيزياء النووية في الرباط؛ حيث اتركزت أبحاث “المرسلي” على تطبيقات الفيزياء النووية، والفيزياء الطبية، فيزياء كثافة الطاقة العالية.
وشكل عام 1996 لحظة محورية في حياتها المهنية، بعدما أصبحت جزءًا لا يتجزأ من مشاركة المغرب في تعاون “ATLAS” الدولي في المنظمة الأوروبية للبحث النووي (CERN)، وكان هذا الحدث بمثابة دخولها إلى أحد أرقى مراكز البحث العلمي في العالم، والذي يقع في “جنيف”.
وامتدت مساهمات “المرسلي” إلى ما هو أبعد من المختبر، مما منحها عضويتها في المنظمات الدولية مثل “ATLAS”، و”KM3NET”، و”ANTARES”.
وقد لعبت “المرسلي” دورًا حيويًا في إنشاء وتنفيذ برامج درجة الماجستير في جامعتها، سيما إنشاء أول برنامج ماجستير في المغرب في الفيزياء الطبية، والذي وفر لقطاع الصحة المغربية أكثر من ثلاثين خريجًا في تخصص فزياء الراديو.
وقد أشرفت “المرسلي” طوال حياتها المهنية، على العديد من أطاريح الدكتوراه ورسائل الماجستير، ولعبت دورًا حاسمًا في بناء وتعزيز البرامج الأكاديمية.
وفي عام 2015، أصبحت “المرسلي” أول مغربية تحصل على جائزة “لوريال-اليونسكو” للمرأة في العلوم، كممثلة لأفريقيا والدول العربية في الجائز العالمية.
وسبق أن شغلت “المرسلي” منصب نائبب رئيس البحث والابتكار والتعاون والشراكة بجامعة محمد الخامس، كما ترأست برنامج مسابقة أطروحتي في 180 ثانية، فضلا عن منحها زمالة في الأكاديمية العالمية للعلوم (TWAS)، والعضوية في لجنة التحكيم الدولية “من أجل المرأة في العلوم”.
وفي عام 2017، تم تكريمها من قبل منظمة التعاون الإسلامي لإسهاماتها البارزة في العلوم والتكنولوجيا في العالم الإسلامي؛ بينما تواصل “المرسلي” اليوم في 2024، لعب دور محوري في تشكيل المشهد العلمي العالمي، وتحقيق إنجازات المغربية أمام العالم، وإثبات قدرات النساء وحضورهن المتميز.
تعليقات الزوار ( 0 )