أصبح بعض السجناء بالمغرب يظنون أن المؤسسة السجنية عبارة عن فضاء للاستجمام والترفيه، هذا هو حال كل من عمر الراضي ومحمد زيان اللذان بعتبران أنفسها على أنهما أفضل السجناء في تاريخ المغرب، لهذا وجب أن يتم معاملتهما معاملة مميزة وأسطورية باعتبارهما أنهما ليسا من بني البشر.
فالبداية بعمر الراضي، الذي دائما ما يحاول أبوه إدريس إعطاء أهمية بالغة أكثر من اللازم لحالة ابنه، كأنه هو الوحيد الذي يقضي عقوبة سجنية في المغرب كما أنه لا يتوانى و لو للحظة في أن يجعل منه “بطلاً” لمذكراته الفيسبوكية، متناسياً أن نجله يتواجد خلف القضبان لارتكابه جريمة يعاقب عليها القانون المغربي.
و إذا كان قرار عمر الراضي بالعزلة “اختيارياً”، الشيء الذي استجابت له إدارة السجن و ضمنت له فضاءاً يحفظ خصوصيته، إلا أن والده لا زال على سيرته “الأولى” بالتنديد بكون ابنه يقضي أيامه بالمعاناة في الزنزانة الانفرادية، لدرجة انه أصبح أبوه يرتدي عباءة “مدير” السجن وأضحى يفتي في الكيفية التي وجب على الموظفين معاملة النزلاء بها.
أما الذي يلقبونه ب”شيخ السجناء” محمد زيان، المحكوم بثلاث سنوات في قضايا التحرش الجنسي والفساد والتواطؤ وإعطاء القدوة السيئة لقاصر والمشاركة في الخيانة الزوجية، فهو من يستحق لقب ”كبير السجناء” الباحثين عن “المعاملة التفضيلية”.
ففي كل مرة، أصبح من المعتاد سماع أخبار صحية تخص “شيخ السجناء”، ومزاعم عن تدهور وضعه الصحي، حيث أنه يمارس سياسة ”التمسكن” و”موتة حمار” من أجل البحث عن التداوي خارج أسوار السجن، خاصة وأنه قد تمت الاستجابة لطلبه مؤخرا، لكن الغريب أنه رغم هذه الاستجابة خرجت جريدة ”محمد زيان” لتحمل “مسؤولية استباقية” للمؤسسة السجنية في حالة تأزم وضعه الصحي مستقبلا !.
“شيخ السجناء” يحاول استغلال الاستشفاء خارج أسوار السجن، من أجل جعل المستشفى فندقا يستقبل فيه من يشاء، متناسيا على أنه شخص محكوم عليه بثلاث سنوات سجنا، فقط لأنه يعتبر نفسه أكبر من جميع سجناء المغرب !.
أمثال عمر الراضي ومحمد زيان لا يستوعبون بأن السجن هو مكان لقضاء عقوبة حبسية، وليس فضاءا للبحث عن الامتيازات، بل هي مؤسسة للتقويم والتهذيب، وهيهات لم لا يمكلون أي ضمير أن يفهموا مغزى هذا الأمر، خاصة أن كان الأمر يتعلق بشخصين لا يملكان أحدهما يخون وطنه عبر منح معطيات اقتصادية مقابل المال ناهيك عن جريمة اغتصاب والآخر حدث ولا حرج، يجمع في جعبته العديد من القضايا التي أظهرت للجميع أنه مجرد عجوز مراهق عاث في المحاكم ”تهريجا”.
تعليقات الزوار ( 0 )