-
°C
+ تابعنا

افتتاحية.. بقلم: أمين نشاط

الرئيسية أخبار المغرب عريضة المطالبة بإفلات عبد العالي حامي الدين من العقاب.. هي ترجمة دقيقة لمفهوم “سلف الله والإحسان” يمارسها أعضاء العشيرة الحقوقية فيما بينهم

عريضة المطالبة بإفلات عبد العالي حامي الدين من العقاب.. هي ترجمة دقيقة لمفهوم “سلف الله والإحسان” يمارسها أعضاء العشيرة الحقوقية فيما بينهم

كتبه كتب في 2 أغسطس 2023 - 11:55 م

يقول المؤلف المصري بهاء طاهر “أعرف أنني يمكن أن أساعد الآن بالصمت أكثر مما أساعد بالثرثرة”، توصيفا منه لقيمة الصمت في بعض المواقف، لاسيما تلك التي لا نمسك فيها بناصية الأمور أو أننا لسنا مطلعين كفاية على حيثياتها. والقول ذاك، تبادرت إلى ذهني عريضة بليدة سَطَّرَ تفاصيلها الساقط سهوا على عوالم التأريخ المعطي منجب بمعية حفنة من أتباعه، بغاية المطالبة بتمكين عبد العالي حامي من الإفلات من العقاب، وبالتالي استباحة دم الشهيد بنعسيى أيت الجيد.

أولا يستوعب صاحب مبادرة “العريضة” وكل من اقتاده للتوقيع عليها أن “الروح عزيزة عند الله”؟ أم أن عبد العالي حامي الدين ومن يسانده اعتقد واهما أن مضي ما يوازي ال31 سنة على ارتكاب جريمته الشنعاء كافية لأن تُخْمِدَ نار ذويه و أن تجف بعدها يداه من دم الشهيد بنعيسى؟.

ولو افترضنا جدلا أن الاعتقاد كذلك، هل يتصور متزعم العريضة ورفيقه فؤاد عبد المومني أن مبادرة اجتمع فيها أعضاء الطابور الخامس وحشدوا ورائهم بعض من الشخصيات الوطنية قد تشكل ورقة ضاغطة على القضاء وتدفعه لأن يرضخ لأهوائهم ضاربا بعرض الحائط الوقائع والشهادات المضمنة في ملف القضية؟. حتما لا لأن الطوابرية على وعي تام بأن التهمة ثابتة لا محالة في حق حامي الدين، وبالتالي لا يملكون من أمرهم إلا التلويح بورقة التضامن ذات المقاس “السطوندار” تتماشى مع كل قاده انفلاته لولوج محاكم المملكة وكان تفاعله مع الوضع باعتماد عبارة “إنني مستهدف”.

وعليه، سيظل المشهد الحقوقي المغربي فقيرا طالما يترامى عليه أمثال المعطي منجب، فتارة يجالس من يده في مجلس العدل والإحسان وعينه على السفارة الأمريكية بالرباط لنيل وسام “مخبر” بلاد العم سام، وطورا تضم أجندة معارفه من يتخفون وراء ستارة حقوق الإنسان والحداثة لممارسة الرذيلة مع زوجات الأصدقاء والسي فؤاد عبد المومني له من الخبرة والتجارب ما يسعفه على الحديث عن ذلك بإسهاب. فضلا عن هذا، اصطف ولازال الإقطاعي وبشهادة ساكنة بنسليمان مسقط رأسه، إلى جانب “الصحافي الاستقصائي” الذي باغث زميلته واغتصبها. وتتويجا لتضامنه اللامشروط، حَوَّلَ المعطي منجب بوصلته صوب أحد قياديي العدالة والتنمية المتورط في قتل طالب جامعي عام 1992.

وأمام هذه الفوضى “الحقوقية” يطرح سؤال وجيه. تدافعون عن الاغتصاب واستباحة زوجات الأصدقاء، ثم القتل وتحوير مسار أموال المنظمات الدولية عبر تبييضها. أي قناعات تمثلون بالضبط؟ أي وازع ديني أو على الأقل أخلاقي تحملونه في صدوركم؟؟ أَكُلُّ هذا الانفلات يستحق منكم أن تدعموه من منطلق حقوقي بحث أم أن الدولة بمؤسساتها تقف علقما في حلقكم؟؟ ولعلي ما أراه في تحركاتكم يترجم حساباتكم الواهية مع “المخزن” فقط، أما عبد العالي حامي الدين فتحصيل حاصل، لكن المعطي منجب قد لَفَّ عنقه بحبل “ها أنا ذا قد أسديت لك معروفا وعليك بالمثل مستقبلا في ملفاتي المعروضة على القضاء”.

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .