عرف المغرب، أمس الإثنين 30 ماي 2022، حدثاً رياضياً تاريخيا، بعد تتويج الوداد الرياضي بلقب دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم للمرة الثالثة في تاريخه، وذلك عقب فوزه على نادي الأهلي المصري بهدفين لصفر، في المباراة النهائية التي جمعتهما على أرضية المركب الرياضي محمد الخامس بالدارالبيضاء، برسم نهائي عصبة الأبطال الافريقية.
مباشرة بعد هذا التتويج القاري، بعث الملك محمد السادس، ببرقية تهنئة إلى جميع مكونات نادي الوداد الرياضي، وعبر جلالته عن اعتزازه بالإنجاز الذي حققه النادي الأحمر، حيث جاء في برقية التهنئة: “هذا التتويج المستحق لم يكن ليتأتى لولا ما بذلتموه، طيلة أطوار هذه البطولة، من جهود مكثفة مفعمة بروح تنافسية عالية وغيرة وطنية مثلى، والتي تكللت بإهدائكم لبلدكم ولجماهيركم الشغوفة والمبدعة هذا اللقب القاري الثالث من نوعه في تاريخ النادي الحافل بالإنجازات”.
هذا النجاح لم يكن محض صدفة، بل بتظافر جهود مسؤولين وفاعلين رياضيين ومشجعين، وفي هذا الإطار قام المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، بالإطلاع المباشر على الترتيبات الأمنية التي اعتمدتها ولاية أمن الدار البيضاء لتأمين المباراة النهائية بين فريق الوداد الرياضي البيضاوي والأهلي المصري، برسم نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم.
ومن أجل السهر على إنجاح هذا العرس الكروي الكبير، غادر عبد اللطيف حموشي مكتبه بالعاصمة الرباط، متوجها وفي زيارة ميدانية إلى ملعب محمد الخامس بالدار البيضاء، للوقوف على تنزيل الإستراتيجية الأمنية المرصودة لهذا الحدث الرياضي الهام.
وفي هذا الصدد، أكد المدير العام للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، عبد اللطيف حموشي، خلال استماعه لمداخلات والي أمن الدار البيضاء ولعدد من المسؤولين الأمنيين المحليين، على ضرورة تسخير جميع الموارد البشرية والتجهيزات اللوجيستيكية لتوفير الأجواء الآمنة لمرور مباراة النهائي في أحسن الظروف.
مصالح المديرية العامة للأمن الوطني، بدورها سخرت ما يناهز ستة آلاف عنصر من مختلف القوات العمومية لتأمين المباراة النهائية بين فريق الوداد الرياضي البيضاوي والأهلي المصري، حيث جندت فرقا تقنية متخصصة ومجموعات للتدخل للتعاطي مع جميع الأحداث الطارئة.
هذا النجاح الباهر في تأمين نهائي دوري أبطال إفريقيا لكرة القدم، جعل العديد من المهتمين بالشأن الكروي يتساءلون عن السر وراء ذلك؟، خصوصاً بعد أن عرفت فرنسا فوضى عارمة وأحداث شغب وصفت بالخطيرة على هامش نهائي دوري أبطال أوروبا.
وللإجابة عن هذا السؤال، أوضح رواد شبكات التواصل الإجتماعي، أن مديرية الأمن الوطني عرفت في عهد عبد اللطيف حموشي تحولاً إيجابياً كبيراً، وقد صرح عبد الرحمان العدراوي في تدوينة على فيس بوك عنونها بـ ”نجح المغرب حيث فشلت فرنسا” أن المغرب أثبت أنه قدر على تنظيم لقاءات دولية بكثير من الإنضباط والإتقان.
وعلاقة بالموضوع، أشار سياسيون فرنسيون أن الفوضى التي عمت محيط ملعب “ستاد دو فرانس” خلال مباراة ريال مدريد وليفربول، تعتبر “وصمة عار وطنية” على فرنسا، نظراً لسوء تدبير وتأمين حدث كروي بارز من طينة نهائي دوري أبطال أوروبا، حيث عرفت المباراة توقفات وتوترات كثيرة خارج أرضية الملعب، كما حاول العديد من المشجعين تسلّق البوابات لمحاولة الدخول بالقوة.
القوات الأمنية الفرنسية لم تتصدى لأحداث الشغب هذه بالحرفية اللازمة، بل قامت عناصر شرطة مكافحة الشغب باعتقال المتسللين، كما أطلقوا الغاز المسيل للدموع على المشجعين، فيما أصيب آخرون، بينهم أطفال، بجروح متفاوتة الخطورة.
هذه المشاهد الفوضوية، التي عرفها ملعب فرنسا الدولي، تسببت في إحراج وطني كبير، حيث أشار العديد من رواد شبكات التواصل الإجتماعي، أن فرنسا لم تعد قادرة على تنظيم تظاهرات دولية، خصوصاً وأنه من المقرر أن تستضيف فرنسا كأس العالم للركبي 2023 ودورة الألعاب الأولمبية 2024.
وزيرة الرياضة الفرنسية، أميلي أوديا كاستيرا، أكدت بدورها في اجتماع طارئ للحكومة الفرنسية، أن : ” السلطات الفرنسية بحاجة إلى اتخاذ جميع الخطوات اللازمة للتأكد من عدم حدوث ذلك مرة أخرى”.
هذا الفشل الدريع في تأمين الجماهير، جعل المتحدث الرسمي باسم رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، يعبر عن شعوره بخيبة أمل كبيرة، حيث أكد في تصريحات رسمية أن الطريقة التي تعاملت بها القوات الأمنية الفرنسية مع مشجعي ليفربول، مزعجة ومقلقة ولا تليق بدوري أبطال أوروبا.
وفي سياق متصل، قال وزير التكنولوجيا البريطاني، كريس فيلب، أن ما قامت به السلطات الفرنسية وما رافق ذلك من مشاهد صادمة، أشعرته برعب كبير، خصوصاً بعد انتشار صور لمشجعين من بينهم أطفال ومعاقين وهم يتعرضون للرش برذاذ الفلفل من قبل الشرطة الفرنسية، فيما أوضح أن فرنسا ليس لها أي مبرر واضح للقيام بهذا النوع من السلوك المشين.
وفي موضوع آخر، ونظرا للصيت العالمي الذي أصبح يتميز به عبد اللطيف حموشي، المدير العام لمراقبة التراب الوطني والأمن الوطني، قررت قطر التي تستعد لاحتضان أكبر عرس رياضي عالمي، إلى الإستعانة بخدمات هذا الرجل الذي جعل من جهازي الأمن والاستخبارات المغربيين، رقماً صعباً بكل المقاييس.
المؤسسة الأمنية المغربية في عهد عبد اللطيف حموشي، أصبحت تجربتها ملهمة للعديد من الدول، نظراً لخبرتها الفعالة في محاربة الإرهاب و كل أشكال الجريمة بما فيها الجريمة العابرة للقارات، ليتحول المغرب بذلك إلى صمام أمان للمنطقة بأكملها.
المسؤولين القطريين وفي لقاء رسمي مع عبد اللطيف حموشي، طالبوا المغرب ببسط يده لمساعدتهم على تنظيم كأس العالم 2022, وهذا ما رحب به المدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، حيث وافق على على وضع كل خبرات المؤسسة الأمنية المغربية رهن إشارة الشقيقة قطر لإنجاح هذا الحدث الكروي الهام، وهذا ما يعكس وزن جهازي الأمن والاستخبارات المغربيين وثقلهما الاستراتيجي في العالم بأسره.
تعليقات الزوار ( 0 )