-
°C
weather
+ تابعنا
Description de l’image

من أصول طنجاوية.. فاطمة الزهراء خيار ناشطة ببلجيكا تقودها العزيمة والقناعة

كتب في 6 مارس 2022 - 6:04 م

داخل البوتقة الجمعوية المصغرة ببروكسيل، تشكل فاطمة الزهراء خيار أكثر من مجرد صوت مسموع. مطمئنة وحريصة، تجسد هذه الفاعلة الجمعوية مشاعر تعاطف صادقة وإنسانية أكيدة، يميزها استعدادها لمساعدة الآخرين وقدرتها على كسر أغلال التمييز، الرفض والإقصاء، صورتها كامرأة تقودها العزيمة والقناعة.

ومن منطلق إيمانها بالحرية والالتزام، فهي منخرطة بكل ما أوتيت من قوة في تحفيز تمدرس الفتيات. وخلف ابتسامتها الهادئة، تكمن قوة ناعمة، مواطنة عالمية في خدمة أخواتها وإخوانها في الإنسانية. فيبدو أن حساسيتها لتعبيرات الهشاشة وتحركات المجتمع توجه حياتها اليومية.

وفي الوقت الذي تمتد فيه أيامها على اللحظات الخفية من الحياة، فإن البلجيكية-المغربية تستمتع بها على أمل الخلاص. فهي تتصور الحياة كفرصة ينبغي اغتنامها، استثمارها واستنشاقها بكامل القوة.

وخلال تسلسل مصريها، كانت الرقة والمودة حاضرة منذ خطواتها الأولى. حيث قالت هذه السيدة المزدادة في بروكسيل ذات يوم في دجنبر 1972، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء “عشت طفولة ممتعة وهادئة محاطة بحب والدي”.

وبعد دراسة الصيدلة في جامعة لوفان-أون-وولوي، تم توظيفها من طرف شركة التكنولوجيا الحيوية الأمريكية والكيماويات “مونسانتو”. وبعد عامين، وجدت نفسها برفقة زوجها في الولايات المتحدة، حيث اشتغلت في التجارب السريرية بمستشفى سانت-جود للأطفال، قبل أن تعود إلى بلجيكا وتتولى تشغيل صيدلية في العام 2004.

وفعليا، بدأ انخراطها في المجال الجمعوي بكل من بلجيكا والمغرب بعد زواجها. تقول فاطمة الزهراء “في منطقة الأطلس المتوسط التي ينحدر منها زوجي، تبين لي أن هناك الكثير من العمل الذي يتعين القيام به في تعليم الأطفال الصغار وتمكينهم من الرعاية الصحية. قبل أن ألتقي بزوجي، كنت عادة ما أرافق والدي في إجازة إلى طنجة، لكن الظروف المعيشية في المناطق الحضرية والقروية تختلف بطبيعة الحال”.

فعليك أن تتخيل أنه من لحظات الفرح الخالص والبريء التي تقضيها مع الأطفال في المناطق النائية، ولدت هذه الرغبة القوية في مد يد العون، هذا الشغف الذي يحفزها اليوم، هذا التشبث بتعليم الأطفال، والفتيات على وجه الخصوص. وهنا تقول إن “الفتيات الصغيرات هن مستقبل الإنسانية”.

وتنخرط هذه الصيدلانية والأخصائية الصحية والناشطة المجتمعية، مغربية الأصل وبلجيكية النشأة، في بلدها المضيف من خلال مساعدة الفتيات الصغيرات من أصول أجنبية، اللواتي يطمحن إلى مكان لهن تحت السماء الأوروبية. وتؤكد “أريد أن أبعث إليهن برسالة: تمسكن، فلتكن مؤمنات بأحلامكن، وليكن لديكن الطموح، لا تيأسن أبدا. إذا كنت قد تمكنت من الوصول، فإن بوسع الجميع فعل ذلك. خاصة نحن النساء اللواتي يمتلكن إرادة فولاذية”.

ويدفعها دورها كمسؤولة عن جمعية إلى بذل كل ما بوسعها لمساعدة هؤلاء الفتيات “على تحقيق أحلامهن دون إضاعة ثانية واحدة، لأن الحياة ثمينة”.

وإدراكا منها، كما تقول، أن ثقافتها المزدوجة تمثل فرصة رائعة، قررت أن تجعلها عقيدة يومية. “لدي احترام عميق لبلدي الأم وأدرك الحظ الذي جلبته لي هجرة أجدادي، من خلال الدراسة والتمكن من تحقيق ذاتي”.

وبينما يكافح العالم للخروج من جائحة قلبت كل شيء رأسا على عقب، تلقي فاطمة الزهراء خيار نظرة واضحة المعالم على هذه الأزمة متعددة الأوجه.

وأكدت أن “الوباء وضع الكثير من جوانب الحياة في منظورها الصحيح. فقد بدأت العلاقات البشرية التي افتقدناها كثيرا في البروز الآن. علينا التشبث بالحياة وأن نساعد بعضنا البعض”.

وبصفتها مهنية في قطاع الصحة ومديرة لمركز تلقيح، فقد عاينت معاناة الناس، وحدتهم، تساؤلاتهم، شكوكهم ومخاوفهم. وتقول إنها حاولت قدر المستطاع أن تشرح لهم، تدعمهم، وتواسيهم أحيانا بعد فقدان شخص عزيز عليهم.

وتحلم البلجيكية-المغربية، التي يحدوها التطلع إلى المستقبل، بأن تتمكن يوما ما من بناء داخلية للفتيات (12-18 عاما) في العالم القروي بالأطلس المتوسط، حيث “سيتم التكفل بكل شيء من أجلهن ولن ينشغلن سوى بدراستهن”.

وفي غضون ذلك، ستنظم جمعيتها “Actions village – Actions pour l’avenir”، في نهاية شهر ماي، قافلة طبية في نفس المنطقة، لتقديم الرعاية والأدوية لتلاميذ المدارس الصغار وأولياء أمورهم. وخلصت إلى القول “إنها سعادة بالغة بالنسبة لي !”.

مراد الخنشول – (ومع)

شارك المقال إرسال
تعليقات الزوار ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية) .