بحثت ندوة وطنية نظمتها مؤسسة بيت الصحافة بطنجة، أمس الجمعة 8 نونبر 2024، بمناسبة الذكرى التاسعة والأربعين للمسيرة الخضراء المظفرة، موضوع الترافع الإعلامي من أجل الدفاع عن مغربية الصحراء، بحضور سياسيين وأكاديميين وإعلاميين.
وأجمع المتدخلون على أن هذه الندوة تتزامن مع ما تشهده قضية الصحراء المغربية من تحولات على الساحتين الإقليمية والدولية، وتحقيق انتصارات ومكتسبات.
وأكدوا على ضرورة الترافع الإعلامي من أجل الدفاع عن مغربية الصحراء، مبرزين أهم الآليات الكفيلة والضرورية للتعريف بالقضية الوطنية. وفي هذا السياق، اعتبر مصطفى الخلفي، وزير الاتصال الأسبق، أنه بعد خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس بمناسبة ذكرى المسيرة الخضراء، هناك أوراش كبرى مفتوحة بالمملكة وتحديات يجب رفعها لإنهاء النزاع المفتعل حول قضية الوحدة الترابية. وأكد أن هذه التحديات تأخذ أبعادا مختلفة في ظل استفزازات متصاعدة، من أبرز تجلياتها حرب إعلامية رقمية تقتضي التصدي لحملات التزييف والتضليل التي تتم عبرها.
وسجل الخلفي أن “هذا الوضع يفرض علينا كبلد أن نؤسس لوعي حقيقي بما يقع في العالم الحقيقي وليس الافتراضي والمفبرك والترافع عن قضيتنا العادلة”.
ودعا المتحدث ذاته إلى أن يواكب الخطاب الملكي بتعبئة وطنية شاملة، في ظل متغير رقمي والإمكانات التي يتيحها من أجل ترافع مؤثر وفعال حول قضية الصحراء المغربية، مع استيعاب التحولات الديمغرافية وبروز أجيال جديدة بما يقتضيه ذلك من بناء الوعي لديها بالقضية الوطنية.
بدوره، أكد محمد غربي، أستاذ العلاقات الدولية بكلية الحقوق بطنجة على ضرورة مواكبة الانتصارات الكبيرة التي حققتها الدبلوماسية المغربية، وهو ما يعكسه الاعتراف الدولي المتزايد بمغربية الصحراء، من قبل دول كبرى على غرار الولايات المتحدة الأمريكية وإسبانيا وفرنسا.
وتوقف غربي في مداخلته عند إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون موقف بلاده المساند لمغربية الصحراء، وهو ما أكدته زيارة الدولة التي قام بها إلى المملكة.
من جهته، أبرز سعيد كوبريت، رئيس مؤسسة بيت الصحافة أن مناقشة الندوة لموضوع الترافع الإعلامي من أجل قضية الصحراء تأتي “في سياق وطني تعبوي ووجداني بالتزامن مع الذكرى الـ 49 للمسيرة الخضراء، وهذا الثابت القومي المغربي الأساسي”.
ورأى كوبريت، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أنه من الضروري فتح هذا الورش للنقاش في ظل ديمومة واستمرارية للتفكير في القضايا الوطنية إلى جانب ورشات أخلاقيات المهنة وتجويدها وتطويرها”.
وسجل أن “التحديات الجيو-إستراتيجية للمنطقة تحتاج منا خبرات وكفاءات ومهارات قوية للترافع على قضيتنا الوطنية أمام مناورات الخصوم، والدفاع عن هذه القضية الثابتة عبر سياسة إعلامية وتواصلية بين مختلف الشركاء، في ظل المنعطف الحاسم الذي تمر منه”.