فضح معارضون جزائريون، مطلعون مساء يوم الخميس 19 شتنبر 2024، دور «النظام الجزائري » في أحداث الهجرة غير القانونية، التي شهدتها الفنيدق.
وقال المعارض الجزائري أنور مالك، إن دور الاستخبارات الجزائرية في تأجيج أحداث الهجرة الجماعية في الفنيدق ثابت، مشيرا إلى أن الاهتمام المبالغ فيه من قبل وسائل الإعلام الجزائرية بالأحداث، يعتبر دليلا على تورط «مركز عنتر»، وهو مركز عمليات استخباري جزائري يخضع لإشراف اللواء مهنى جبار، إحدى الشخصيات العسكرية المسؤولة عما يسمى «العشرية السوداء» بالجزائر.
ووفقا لما قاله أنور مالك، تعمل الاستخبارات الجزائرية عبر آلاف الحسابات المزيفة بمواقع التواصل الاجتماعي، التي تحمل هويات مغربية، من أجل تضليل الشباب المغاربة ودفعهم للمشاركة في حملات الهجرة التي شهدتها الفنيدق.
ويعتقد مالك أن توقيت استهداف الذباب الإلكتروني الجزائري يتزامن مع اعتراف إسبانيا وفرنسا بمغربية الصحراء، ما أدى إلى تصعيد جزائري غير عسكري ضد المغرب، خاصة مع دخول الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون فترة ولايته الثانية، موضحا، في الوقت نفسه، أن الجزائر لجأت إلى خطوة قطع علاقاتها مع المغرب، متوقعة ردا بالمثل، إلا أن الرباط تجاهلت الخطوة، لعلمها بأن النظام الجزائري لا يمثل الشعب، وهو نظام غير شعبي، حسب وصف مالك، ما زاد من غضب «الكابرانات».
وأوضح مالك، في قناته على «يوتوب»، أن التصعيد الجزائري ضد المغرب، بدأ عبر توجيه الإعلام الرسمي للحديث عن الملف الوهمي لما سمي «الجواسيس المغاربة»، متنبئا أن يمتد التصعيد إلى اتخاذ إجراءات جديدة، من قبيل فرض التأشيرات على المغاربة، وملاحقة المغاربة المقيمين في الجزائر بطردهم أو الزج بهم في السجون، بعد تلفيق تهم ضدهم. وقال ساخرا: «بدل التركيز على الهجرة السرية للجزائريين الذين يغادر المئات منهم البلاد، قامت الاستخبارات بتضخيم أحداث الفنيدق على منصاتها الإعلامية والاجتماعية، مشيرا إلى مشاركة بعض الجزائريين في الترويج لهذه الأحداث حتى من دول مثل تونس.
وحسب مالك، فإن الهدف الأساسي من تحركات الاستخبارات الجزائرية، زعزعة العلاقات المغربية الإسبانية، وتشويه صورة المغرب أمام دول الاتحاد الأوربي، من خلال تصويره دولة هشة وغير قادرة على التحكم في تدفقات الهجرة، بعدما تبين لهم أن المغرب أصبح وجهة رئيسية للمستثمرين، مؤكدا أن الاستخبارات الجزائرية لعبت دورا رئيسيا في هذه المؤامرات، لكن المغرب أظهر حكمة كبيرة في التعامل معها، مما أدى إلى إفشال المخطط الجزائري.
وتحدى مالك النظام الجزائري قائلا: «ماذا لو تم إطلاق حملات مماثلة للهجرة السرية من الجزائر، وخاصة من عنابة؟ الأكيد أن الأغلبية العظمى من الجزائريين ستقرر المغادرة، نظرا للأوضاع الاجتماعية الكارثية». واستشهد بحالات أمهات يبعن مجوهراتهن لتأمين أموال لشبكات الهجرة السرية.