تأكيدا للعناية السامية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله لرعاياه الأوفياء من أبناء الجالية المغربية المقيمين بالخارج، وتجسيداً للتوجهات الحكومية الرامية إلى تكريس الاهتمام المستمر بشؤون هذه الفئة الهامة من المواطنين، احتضنت قاعة الإجتماعات بمقر عمالة إقليم الحسيمة، صباح يوم السبت 10 غشت 2024، فعاليات الاحتفال باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج، تحت شعار: “استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج: فرص وآفاق“.
وبعد أن استهل الحفل بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم ثم الإنصات للنشيد الوطني، ترأس عامل إقليم الحسيمة السيد حسن زيتوني، فعاليات هذا اللقاء بحضور عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج المنتمين لإقليم الحسيمة وبمشاركة مختلف المصالح والمؤسسات وممثلي السلطة المحلية والمنتخبين، حيث شكل اللقاء فرصة مهمة للتواصل مع هذه الفئة والاستجابة لانشغالاتها بالاضافة لاطلاعها على مختلف الأوراش والمنجزات التي تشهدها بلادنا تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك نصره الله.
وفي كلمة له بالمناسبة، رحب عامل الإقليم بجميع الحاضرين خاصة أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، متمنيا لهم مقاما طيبا بين أسرهم وذويهم، مغتنما الفرصة بتهنئتهم بهذا اليوم الوطني الذي يصادف العاشر من شهر غشت من كل سنة، والذي اختير له هذه السنة شعار “استثمارات المغاربة المقيمين بالخارج: فرص وآفاق“، وذلك تنفيذا للتوجهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده حيث ما فتئ جلالته يدعو في عدة مناسبات أبرزها الذكرى 69 لثورة الملك والشعب لسنة 2022، المغاربة المقيمين بالخارج الحاملين للمشاريع للاستفادة من فرص الاستثمار ببلادنا التي تعززت خلال العشرية الأخيرة بعدة ضمانات من أهمها مقتضيات ميثاق الاستثمار الجديد، حيث جاء في المنطوق الملكي السامي:” وهنا، نجدد الدعوة للشباب وحاملي المشاريع المغاربة، المقيمين بالخارج، للاستفادة من فرص الاستثمار الكثيرة بأرض الوطن، ومن التحفيزات والضمانات التي يمنحها ميثاق الاستثمار الجديد”.
وقد أكد عامل الإقليم خلال كلمته أن خطاب صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب السالفة الذكر قد شكل منعطفا مفصليا ومرجعا أساسيا للتعامل مع قضايا المغاربة المقيمين بالخارج والارتقاء بسبل تدبيرها انطلاقا من الدور المحوري لمغاربة العالم في الدفاع عن المصالح العليا للمملكة وتوطيد تمسكهم بهويتهم وترسيخ دورهم في المساهمة في أوراشها التنموية.
وفي نفس السياق، قال السيد العامل أنه وفقا للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس حفظه الله، الذي يصر على ضرورة العمل على تعزيز العلاقات بين مغاربة العالم ووطنهم الأم وتحسين ظروفهم، وكذلك الحفاظ على حقوقهم ومصالحهم. تم إيلاء أهمية كبرى لتشجيع مغاربة العالم على الاستثمار في بلادهم ومواكبتهم في كل مراحل إحداث مشاريعهم الاستثمارية باعتبارهم جسرا بين السوق الوطنية والأسواق الدولية، حيث يشارك مغاربة العالم في الإشعاع الدولي للمملكة من خلال تطوير شراكات والترويج للمنتجات والخدمات الوطنية. مشيرا إلى أن المجهودات التي تقوم بها الدولة لتحقيق هذه الغاية، تندرج في تبسيط المساطر والإجراءات المتعلقة بإحداث المشاريع الاستثمارية بصفة عامة والتعريف بالإطار التنظيمي وتعميم المعلومات المتعلقة بفرص الاستثمار في المغرب حسب الجهة والقطاع عبر منصات منها:
- منصة المعلومات والتوجيه للمغاربة المقيمين بالخارج الحاملين للمشاريع، والتي تتيح لحاملي المشاريع من المغاربة المقيمين بالخارج الوصول إلى المعلومات الضرورية، مثل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار في المغرب، ومناخ الأعمال، والإمكانيات المتاحة لمختلف المناطق، فضلا عن آليات الدعم والتمويل المختلفة بالمغرب.
- منصة MeM من الاتحاد العام لمقاولات المغرب بعنوان ”المغاربة مقاولو العالم”، والتي تعنى بالتبادل المهني بين المقاولين المغاربة المقيمين بالخارج ونظرائهم بالمغرب؛ ضمان وتسهيل تواصل المغاربة المقاولين المقيمين بالخارج مع الفاعلين الاقتصاديين بالمغرب؛ تعبئة المستثمرين المغاربة الذين يعيشون بالخارج للتمركز في السوق المغربي؛ العمل على تشجيع تصدير المنتوجات المغربية لبلدان الإقامة والتعريف بها عن طريق المغاربة المقاولين بالعالم؛ بالإضافة للمساهمة في تطوير المغرب بتثمين صورته على الصعيد العالمي.
- منصة المركز الجهوي للاستثمار طنجة- تطوان- الحسيمة، والتي تقدم مجموعة من الخدمات أهمها الحصول على المعلومات ومراقبة معالجة المشروع الاستثماري في إطار عمل اللجنة المخصصة لهذا الغرض بموجب القانون 47-18 بشفافية تامة ووفقا للآجال القانونية؛ تحديد موعد مع أحد المستشارين والتعرف على الإجراءات والتحفيزات المتعلقة بالاستثمار، وإطلاق المشروع، ومراقبة تقدمه والحصول على المستندات والتراخيص الخاصة به.
وفي ذات السياق، أشار عامل الإقليم إلى أن هذا اللقاء التواصلي بالإضافة إلى كونه احتفالا يبرز الرعاية الخاصة التي يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده لمغاربة العالم، فإنه يعد أيضا فرصة مناسبة للتواصل مع أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج وتعزيز الأواصر معهم والإنصات لمختلف تطلعاتهم وانتظاراتهم المتعلقة بالاستثمار، والتفكير معا في مقترحات عملية من شأنها المساهمة في تجاوز مختلف التحديات ذات الصلة. كما يكرس دستور 2011 مكاسب هامة ومكانة متميزة لمغاربة العالم تستجيب لتطلعاتهم وتضمن لهم الحقوق الثقافية والاجتماعية والتنموية.
بالإضافة إلى ما سبق ذكره، أكد عامل عمالة إقليم الحسيمة السيد حسن زيتوني أنه سعيا منها إلى تسريع وتيرة الاستثمار وضمان مساهمة القطاع الخاص في تحقيق أهداف النموذج التنموي الجديد الذي أرسى دعائمه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، بادرت الحكومة المغربية إلى إطلاق مجموعة من الإصلاحات بهدف تحسين مناخ الأعمال والرفع من جاذبية الاستثمار و تبسيط المساطر المتعلقة به و ذلك من خلال إصلاح المراكز الجهوية للاستثمار و إقرار ميثاق جديد للاستثمار متضمن لعدد من المقتضيات التحفيزية و إجراءات مواكبة في شكل منح مباشرة موجهة لدعم عدد من القطاعات الإنتاجية ذات الأهمية الاستراتيجية المنتجة للثروة و المحدثة لمناصب الشغل. وبالإضافة إلى البرامج القطاعية الرامية إلى دعم مختلف القطاعات الاقتصادية وتعزيز جاذبيتها للاستثمار، مشيرا إلى أن حكومة صاحب الجلالة نصره الله وأيده بادرت من خلال مؤسسة TAMWILCOM إلى إحداث آلية خاصة بالمغاربة المقيمين بالخارج نظرا للعناية الخاصة التي تحظى بها هذه الفئة، وذلك عبر وضع برنامج MDM INVEST الذي يقدم مساهمة مباشرة في تمويل مشاريعها بشروط تحفيزية.
وأشار عامل الإقليم في كلمته أن مختلف الإدارات والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية بالإقليم تبقى رهن إشارة مغاربة العالم على طول السنة لقضاء مآربهم في أحسن الظروف وأيسرها، والتواصل الدائم معهم وإرشادهم ومواكبتهم من أجل توجيههم لقضاء أغراضهم في حينها. حيث أكد أنه تم إحداث الخلية الإقليمية الدائمة بمقر العمالة لاستقبال وإرشاد أفراد مغاربة العالم وتوجيههم إلى الإدارة المعنية بانشغالاتهم ربحا للوقت، نظرا لما يواجههم من إكراهات زمنية. مشيرا أيضا أن هذه الخلية تعمل طيلة أيام الأسبوع لاستقبال هذه الفئة من المواطنين لتسهيل قضاء مآربهم بالنظر إلى الإكراه الزمني الذي يواجههم أثناء تواجدهم بوطنهم.
وفي الختام، أكد عامل الإقليم لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج على أن السلطة الإقليمية والمصالح التابعة لها لن تدخر أي جهد في سبيل النهوض بأوضاعهم وستعمل جاهدة مع كافة المتدخلين من سلطات محلية ومنتخبين وإدارات عمومية وفعاليات المجتمع المدني على بذل الجهود اللازمة واتخاذ التدابير والإجراءات الكفيلة بتقديم التسهيلات اللازمة من أجل توفير مناخ ملائم لاستقبالهم في ظروف جيدة، وتوفير البيئة الملائمة لتشجيع استثماراتهم تنفيذا للتوجيهات الملكية السامية في هذا الشأن. مشيرا أن اليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج الذي أقره صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده سنة 2003 يعد موعدا سنويا بارزا لتجديد الأواصر مع هذه الفئة من المواطنين واستشراف آفاقهم المستقبلية، وكذا تقييم حصيلة الإنجازات التي تهمهم بالنظر إلى انخراطهم في مختلف الأوراش التنموية وتجندهم للدفاع عن المصالح العليا للمملكة في مختلف المحافل الدولية.
بعد ذلك، افتتح باب النقاش والحوار مع أفراد الجالية، حيث ركزت جل مداخلاتهم على المشاكل التي يعانون منها في استثماراتهم، كما ثمنوا كل الجهود التي تبذلها الدولة تحت القيادة الرشيدة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله الذي لا يدخر جهدا في الحفاظ على هوية وحقوق ومصالح المواطنين المغاربة في الخارج، وذلك من خلال السهر على التنزيل الفعلي لمقتضيات الدستور التي تضمن لهذه الفئة من الأمة المغربية حق المشاركة في بناء صرح مغرب الغد.
بعدها، اختتم الحفل بصالح الدعاء لمولانا أمير المؤمنين جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، بأن يجعله ذخرا وملاذا للمغرب والمغاربة ويقر عينه بولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن ويشد أزره بصنوه السعيد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وبكافة أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
بعد ذلك التأم الحاضرون والحاضرات في جلسة شاي نظمت على شرف أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج. في حين لقي اللقاء استحسانا من الحاضرين بدقة تنظيمه وتنوع فقراته ونوعية حضوره الذي يجمعهم الوفاء للثوابت الدينية والوطنية للمملكة الشريفة والتعلق الصادق بالعرش العلوي المجيد وحب الوطن.