Site icon Chamalpress | شمال بريس

فيديو “تبوحيط محمد زيان”.. أو عندما يَنجح محيط النقيب السابق في إذلاله والحط من كرامته

ماذا ربح موقع الحياة اليومية، ومعه محيط السجين محمد زيان، من شريط الفيديو التشهيري الذي وَثَّق فيه عملية خَفر هذا الأخير نحو مقر المحكمة للنظر في قضاياه الجنائية العديدة؟

لا أعتقد أنه ربح شيئا من الناحية القانونية، لأن القضاء لا يَعتد ببنية المتهم الجسمانية، ولا بلحيته البيضاء المشذَّبة، أو بسرواله الأحمر الذي يَنسدل على أردافه مثل أي شاب في ربيع العمر.

وأكاد أجزم كذلك أنه لم يَربح شيئا من الناحية الإعلامية، لأن الرجل كان يَمشي الهويدا نحو باحة القضاء، ليُدافع عن نفسه بالقانون وليس ب”البوزات” و”التمسكين” و”هانا شوفوني ضعيف”.

بل إن موقع الحياة اليومية أخلف حتى مزاعمه الحقوقية الذي راهن عليها من وراء “تبوحيط محمد زيان”. فالمبادئ الحقوقية التي تَضمنها محاكمة محمد زيان أكثر من المزاعم التي تكسب التعاطف معه!

فأن تتم محاكمة محمد زيان، أيا كانت حالته الصحية، فهو تَجسيد لمبدأ عدم الإفلات من العقاب، خصوصا وأنه متابع بجرائم مالية خطيرة تتمثَّل في اختلاس أكثر من مليون درهم من المال العام كانت مُخصَّصة للدعم الانتخابي للأحزاب السياسية.

ومحاكمة محمد زيان هي تَنزيل كذلك لمبدأ المساواة أمام القانون، فالرجل كان وزيرا لحقوق الإنسان ونقيبا سابقا، وهو في إجرامه، مَثله مَثل جميع المغاربة بصرف النظر عن سنهم ووضعهم الصحي ومركزهم القانوني.

ومحاكمة هذا الأخير هي كذلك ترجمة قانونية لمبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة. فالرجل تصرف بسوء نية في مال عام، وارتكب جرائم جنسية، وتواطأ على مخالفة القانون الجنائي، وبالتالي فهو مُطالَب بقضاء مدة محكوميته بصرف النظر عن “التبوحيط” و”التمسكين” في مواقع التواصل الاجتماعي.

وإذا كان محيط محمد زيان لم يغنم أي شيء من هذه المسرحية السمجة، فإنه -في المقابل- خسر الكثير والكثير من كرامة الرجل! فقد نجحت لبنى الفلاح ومن معها في إذلال محمد زيان وتصويره في صورة “المذلول” الذي وافاه الله عاقبة أفعاله.

بل إن لبنى الفلاح نجحت إعلاميا في ما فشل فيه أعداؤه! وقدَّمت لهم هدية لم تكن متوقعة. فقد ساهمت، من حيث لا تدري، في إظهار محمد زيان ذليلا صاغرا مثل أي مجرم يُساق إلى ساحة الخلاص القانوني.

وتَفنَّنت كثيرا في تصوير المصير المحتوم لكل ظالم يَتحرَّش بالنساء ويَسرق المال العام، وكذلك كان مصير محمد زيان الذي طالما ادعى القوة، وتظاهر بالجبروت، قبل أن تُعرِّيه لبنى الفلاح وتَعرضه للبيع في منصة المشاهدات على اليوتوب وفايسبوك.

فهل هي لعنة أسماء الحلاوي التي رَقص محمد زيان على جثمانها، وتَفنَّن في نهش عِرضها، وهي اليوم تَصدح من تحت قبرها “أنا كالقيامة ذات يوم آت”.

أم أنها الحكمة الربانية التي تُمهل الغاصبين والسارقين والمتحرشين حينا من الدهر، قبل أن تُسلط عليهم أبناءهم ومحيطهم ليُشهروا بهم مثلما فعل موقع الحياة اليومية في فيديو تبوحيط محمد زيان.

وإذا كان من كلام يَنطبق على فيديو التشهير بمحمد زيان، فهو “الله يجعل خاتمتنا أحسن من أولنا”، أو كما قال عبد الحليم حافظ في أغنية رسالة من تحت الماء “لو كنت أعرف خاتمتي ما كنت بدأت”.

وفعلا، لقد قدم محمد زيان في فيديو “التبوحيط” رسالة قوية مؤداها “أن نهاية كل مُتجبِّر يعجز الله في الأرض، هي الذل والمهانة وسوء العاقبة و”الشوهة”.. وارتداء سروال أحمر بعد الثمانين من العمر”!

فشُكرا لموقع الحياة اليومية الذي نَجح في التشهير (مجانا وبدون عناء) بمحمد زيان وفي الحَط من كرامته والمس بحقه في الصورة وفي الحَميمية.

Exit mobile version