خلفت زيارة رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز إلى المغرب ردود أفعال إيجابية لدى الإعلام الإسباني، معتبرة أنها “خطوة مميزة تزيد من دفء العلاقات المغربية والإسبانية”، مسلطة الضوء على التعاون الثنائي في مجالات متعددة مثل: “التجارة، والطاقة، والهجرة، وترتيبات تنظيم كاس العالم 2030”.
- الإسبانيول: عاطفة الضيافة تقاس بكمية الطعام المقدم على المائدة
لفتت مأدبة الغداء التي أقامها الملك محمد السادس على شرف رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز ووفده، صحيفة “الإسبانيول” حيث قالت: إذا كانت عاطفة المضيف تقاس بكمية الطعام المقدم على المائدة، فلا ينبغي أن يكون هناك شك في اللحظة الممتازة التي تمر بها العلاقات بين المغرب وإسبانيا” .
وأوضحت الإسبانيول أنه “تمّ تقديم ما يصل إلى سبعة أطباق في الغداء الذي جمع رئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيز مع رئيس الوزراء عزيز أخنوش في الرباط”، مشيرة إلى أن “هذه المأدبة الغنية تُعدّ دلالة قوية على رغبة الجانبين في تعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات”.
كشفت صحيفة الإسبانيول أن المغرب قدم لشركات “إيبكس” 35 خطة استثمارية لمونديال 2030 تشمل بناء البنية التحتية والفنادق والمشاريع الأخرى ذات الصلة بالحدث، وترى الحكومة الإسبانية أن مشاركة الشركات الإسبانية في ملف ترشح المغرب بشكل إيجابي، حيث تعتبر أنها” ستكون مفيدة للاقتصاد الإسباني”.
ورأت أنه “على الرغم من عدم تحديد موعد محدد لإعادة فتح جمركي سبتة ومليلية، إلا أن الإجتماع كان إيجابياً بشكل عام وعكس رغبة قوية في المضي قُدماً في التعاون بين البلدين”.
- إلباييس: لا يوجد موعد محدد لفتح جمارك سبتة ومليلة
صحيفة إلبايس الإسبانية، سلطت الضوء على مشكلة الجمارك، إذ أفادت أن رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز أكد بعد اجتماعه بالملك محمد السادس ورئيس الحكومة عزيز أخنوش، أنّه “لا يوجد موعد محدد لفتح جمارك سبتة أو إعادة فتح مليلية”.
وأوضح سانشيز، وفق الباييس، أنّ الجانب الإسباني أنهى جميع استعداداته، وأنّ العمل سيبدأ فور استكمال الاستعدادات من قبل الجانب المغربي.
كما تناول سانشيز موضوع اعتقال مستشار سابق لوزير النقل، خوسيه لويس أبالوس، بتهمة الفساد في شراء الكمامات خلال جائحة كورونا، مؤكّدًا على رفضه لأيّ محاولة للثراء من خلال الحصول على عمولات.
- أطالايار: الملك محمد السادس يعتبر أن الدينامية الحالية للعلاقات مع إسبانيا مرضية
من حانبها أشارت صحيفة” أطالايار” إلى أن رئيس الحكومة الإسباني أكد على أن “العلاقات بين البلدين في أفضل حالاتها منذ عقود”، وأضاف أن البلدين أقاما تعاونا مثاليا في مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وكذلك ضد الهجرة غير الشرعية.
وفي سياق آخر، أشار بيدرو سانشيز إلى الوضع في فلسطين، ولا سيما الأزمة الإنسانية في مدينة رفح، وأكد أن “مدريد تريد إنهاء الحرب ووصول المساعدات، مع ضرورة تحرير الرهائن من الجانبين”. .
وفي رده على أسئلة تتعلق باتفاقية الهجرة مع موريتانيا، أكد سانشيز أن “هذه الاتفاقية فعالة وستفيد موريتانيا والمنطقة”، مشيرا إلى “التعاون المثمر مع المغرب في هذا المجال”.
- لامونكلوا: الإستثمارات بين الجانبين في تطور إيجابي
كما سلطت صحيفة “لامونكلوا” الضوء على المواضيع التي تم الحسم فيها بين الجانبين المغربي والإسباني، وأولها “التطور الإيجابي لنمو الاستثمارات في الاتجاهين والمبادلات التجارية، والتي تجاوزت رقم 20 ألف مليون أورو لأول مرة سنة 2022”.
ونقلت الصحيفة ذاتها أن سانشيز جدد التأكيد على أن إسبانيا هي الشريك التجاري الأول للمغرب وشدد على المشاركة النشطة للعديد من الشركات الإسبانية في مشاريع واسعة النطاق في البلاد، في مجالات مثل البنية التحتية للنقل والطاقة المتجددة أو إدارة الموارد المائية.
وفي مجال الهجرة، أكد بيدرو سانشيز أن “إسبانيا والمغرب أقاما تعاونا مثاليا وأن حكومتينا تواصلان العمل في مجالات مثل الهجرة الدائرية من خلال برامج رائدة على المستوى الأوروبي”. كما سلط الضوء على العمل الأمني الذي تقوم به الدولتان في الحرب ضد الإرهاب وشبكات الهجرة غير الشرعية والاتجار بالبشر “الذي يتسبب في سقوط آلاف الضحايا كل عام في بحارنا”.
وشدد رئيس الحكومة الإسبانية، من بين المشاريع المشتركة الأخرى، على التنظيم المشترك لكأس العالم لكرة القدم سنة 2030 بين إسبانيا والمغرب والبرتغال، باعتباره “فرصة عظيمة لتعزيز علاقات الصداقة بيننا”. بالإضافة إلى ذلك، ناقش مع رئيس الحكومة المغربية أخنوش وضعية المشاريع المختلفة الجاري تنفيذها في مجال التعليم والتعاون الثقافي، والتي تم الترويج لها خلال شبكة RAN العام الماضي.
وفي هذا السياق، دعا سانشز إلى مواصلة العمل في مجالات أخرى دون انقطاع، مثل التطبيع الجمركي، وهو جزء أساسي من هذه الأجندة الثنائية الجديدة. وفي هذا الإطار، أكد بيدرو سانشيز أنه في عام 2023 تم الانتهاء من الاختبارات اللازمة بنجاح وأن “على الجانب الإسباني كل شيء جاهز لبدء التشغيل المنتظم للجمارك في سبتة ومليلية”. كما أصر على أن الهدف النهائي هو “تعزيز التجارة الشفافة والمنتظمة”.
كما أكد بيدرو سانشيز مجددا للملك محمد السادي أن “موقف إسبانيا فيما يتعلق بقضية الصحراء لم يتغير”، كما ينعكس في الإعلان المشترك المعتمد سنة 2022 وفي إعلان الإقليم المغربي الإسباني لسنة 2023.
وأضافت صحيفة لامونكلوا أنه فيما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط، أعرب كلاهما عن قلقهما إزاء الوضع الرهيب في غزة. وقد أصر سانشيز، مرة أخرى، على أنه “من الضروري التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”، في الوقت نفسه أنه “يجب علينا ضمان وصول المساعدات الإنسانية”، وأكد في ما لا غنى عنه العمل الذي تقوم به الأونروا. كما دافع عن ضرورة إحراز تقدم “دون توقف حتى نتمكن من تنفيذ حل الدولتين”.
وبهذا المعنى، فقد ثمن المغرب بشكل إيجابي للغاية الموقف الشجاع الذي حافظت عليه حكومة إسبانيا منذ البداية في هذه الأزمة، وفق المصدر ذاته.
- قناة “ارتي في” الإسبانية: بنيعيش تؤكد على العلاقات الاستثنائية مع إسبانيا
أجرت قناة قناة “ارتي في” الإسبانية مقابلة على مع سفيرة المغرب بإسبانيا كريمة بنيعيش، حيث أكدت فيها على أن إسبانيا حاليا هي “الشريك التجاري الأول للمغرب، بأكثر من 20 مليار أورو “، من جهته، يحتل المغرب المركز الثالث في القائمة الإسبانية خارج أراضي الاتحاد الأوروبي.
وقالت السفيرة إن “أزيد من 20 ألف شركة إسبانية تعمل في المغرب وتقوم بالتصدير في المغرب”، مؤكدة أن اهتمام الإسبان بنقل أعمالهم إلى الدولة الواقعة في شمال إفريقيا آخذ في النمو.
وعلى المنوال نفسه، دافعت بنيعيش عن “الفرص العظيمة” التي تقدمها بلاده لرجال الأعمال الإسبان وسلطت الضوء على “استقرارها السياسي وأمنها القانوني وتنميتها”، مؤكدة أن “بلادي موثوقة وملتزمة ومحترمة “.