مباشرة بعد الفوز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي على الماتادور الاسباني. يستعد أسود الأطلس لخوض معركة طاحنة جديدة. وهذه المرة مع الجار الغربي لاسبانيا، المنتخب البرتغالي، وذلك برسم دور ربع النهائي لكأس العالم قطر 2022. يومه السبت القادم، بملعب الثمامة على الساعة الرابعة مساءً بتوقيت (غرينتش +1).
هذه المواجهة التي لا تقل صعوبة عن سابقاتها، من المتوقع أن تكون قوية و نارية بين أصدقاء ياسين بونو الذين يسعون إلى تدوين أسمائهم بأحرف من ذهب في تاريخ الكرة المغربية، و منتخب الدون رونالدو الذي مازالت هذه الكأس العالمية ترفض دخول خزائن جوائزه.
ومن خلال متابعة جل مباريات الأسود. يتضح لنا أن التكتيكات التي رسمها وليد الركراكي كانت ناجحة و آثت ثمارها بحصد سبعة نقاط في الدور الأول و المورور الى الدور الثاني في أول الترتيب، لكن وبعد الوصول الى الاطوار النهائية و ظهور خصوم أقوياء و العديد من الاصابات في صفوف الأسود. يطرح السؤال الاكبر هنا.
كيف يستطيع المغرب تجاوز عقبة البرتغال؟
أول جانب يتوجب العمل عليه هو الاستشفاء. حيث تبين أن كل من نصير مزراوي، سفيان أمرابط، نايف أكرد وأشرف حكيمي، عانو من إصابات متفرقة و مختلفة، هنا يأتي دور الطاقم الطبي للمنتخب المغربي، حيث يتوجب عليهم القيام بعمل جبار وصادق لإعادة “الفورمة” لهؤلاء اللاعبين و في غضون أربعة أيام فقط.
ثاني عامل هو الخطة التي سيلعب بها الكوتش وليد الركراكي، صحيح أنه قدم مباريات جميلة و أمام خصوم أقوياء، لكن هو يعرف جيدا أن عليه نسيان الوصول الى ربع النهائي، والمضي قدما و التركيز على مباراة البرتغال، فهذا الأخير لديه عناصر هجومية قوية و أسماء وازنة في عالم المستديرة، و مما لا شك فيه أن وليد سيحافظ على نفس طريقة لعبه السابقة، حيث أنه سيحافظ على دفاعه المتكامل و اللعب على الهجمات المرتدة في محاولة لخطف هدف قد يكون المنقذ لكتيبة وليد الركراكي.
ثالث شيء أود الاشارة إليه، هو أنه لحد الساعة ورغم المردودية الجميلة لمنتخب أسود الأطلس، لم نرى تلك الشراسة الكبيرة التي يملكها أشرف حكيمي، فشخصيا أعتبره الورقة الرابحة في صفوف الاسود، حيث أنه عودنا في السابق على القيام بانسلالات صاروخية في الأروقة مما كان يشكل في غالب الاحيان الضربة القاضية للخصوم، سواء بتمريرات حاسمة للمهاجمين أو بتسجيله لأهداف صاروخية مباشرة في الشباك.
رابع نقطة مهمة في هذه المباراة هي التركيز على معركة الوسط، حيث سيكون كل من سفيان أمرابط، أوناحي و سليم أملاح مطالبين بقطع الكرات عن برونو فيرنانديز وبيرناردو سيلفا، لأن ذالك يعني قطع الطريق عن المهاجمين البرتغاليين و منع استلامهم للكرة، وهذا لن يحدث الا من خلال التغلب عليهم في المواجهات الفردية، مما سيؤدي بلا شك إلى تحييد الخطر القادم من لاعبي برازيل أوروبا.
و أخيرا، يجب الاشارة الى أن أضعف حلقة في المنتخب البرتغالي هي الحارس ديغو كوستا، و الذي أثبث لحدود الساعة أنه دو مستوى ضعيف و لا يملك الخبرة الكافية لهاته المسابقات، لهذا وجب على لاعبي أسود الاطلس أن يستغلو هاته الثغرة و التسديدة متى سنحت لهم الفرصة لذلك.