في خطوة لم تكن بالمفاجئة، وكما هو معلوم، وقع اختيار دولة قطر على المديرية العامة للأمن الوطني و مديرية مراقبة التراب الوطني، بقيادة عبد اللطيف حموشي، لتأمين العرس الكروي المونديالي الذي تحتضنه لأول مرة أرض عربية.
والأكيد، أن استعانة دولة من حجم قطر، بالأجهزة الأمنية المغربية في تأمين حدث كروي عالمي سيشد إليه عشاق الساحرة المستديرة من كل بقاع المعمور، وهي المهمة التي تتطلب قدرا عاليا من الكفاءة والمهنية، لهي شهادة واعتراف بالمكانة الرائدة للأجهزة الأمنية للمملكة على مستوى العالم.
كما أن اختيار قطر للمغرب لتدريب مسؤوليها وخبرائها الأمنيين على تقنيات محاربة الأنشطة السيبرانية للتنظيمات الإرهابية، على يد رجال عبد اللطيف حموشي، ليعكس السمعة الطيبة التي تحظى بها الأجهزة الأمنية المغربية وقدرتها على تنزيل مقاربة استباقية بناء على معلومات دقيقة.
والواضح أن دولة قطر لم تختر الأجهزة الأمنية المغربية لسواد عيونها وإنما للخبرة والتجربة الرائدة التي راكمتها في مجال تأمين المحافل والتظاهرات الكبرى، وكذا محاربة الشغب والإرهاب.
و ما لا يخفى على الجميع ويشهد به الأعداء قبل الأصدقاء، أن صيت الأجهزة الأمنية المغربية لم يكن ليذيع في العالم بأسره عبثا وهي التي أنقذت دولا عظمى من حمامات دم، عن طريق تقديم معلومات دقيقة مكنت من تجنب تنفيذ هجمات إرهابية دموية، خصوصا بالدول الأوروبية.
وأمام هذه السمعة المثالية للأجهزة الأمنية المغربية التي تجاوزت الحدود، لم يكن مفاجئا أن تغري كفاءة حراس المملكة وعيونها التي لا تنام، دول العالم فتسارع حكوماتها إلى عقد اتفاقيات شراكة وتعاون تروم الاستفادة من التجربة المغربية في مجال محاربة الجريمة المنظمة والتنظيمات الإرهابية، وكان آخرها لجوء دولة قطر الى حموشي ومنحه مهمة تأمين “المونديال العربي”.
زربي مراد