بات من الواضح اليوم، أن المغرب عازم على طي صفحة مدينتي سبتة و مليلية المحتلتين، فمن المعروف أن هاتين الأخيرتين كانتا قطبا تجاريا ضخما بفضل التجار المغاربة الذين كانو يمتهنون التهريب المعيشي لسنوات طوال الأمر الذي لطالما أثر سلبا على الإقتصاد الوطني بين مدينتي تطوان و المضيق، بالقرب من منطقة الرأس الأسود الساحلية، و يهدف من خلالها تحويل المنطقة إلى منطقة جذب تجارية مستفيدة من كونها قطبا سياحيا مهما كما أنها سوف تساعد في حل معضلة البطالة التي نتجت بعد قرار غلق المعبر الحدوردي سبتة.
هذه المنطقة التي تم تشييدها على مساحة 70 هكتارًا و ستشمل أنشطة تجارية ومطاعم ومناطق ترفيهية وملاعب و غيرها كان من المقرر أن ينتهي الشطر الأول منها ويفتح للجمهور في ربيع 2022.
و يذكر أن أول علامة تجارية دولية سوف يتم استقبالها هي الشركة المتعددة الجنسيات والرائدة في قطاع الأثاث Ikea، التي ستخلق 500 وظيفة مباشرة و 1000 وظيفة غير مباشرة، وفقًا للمعلومات التي قدمتها الشركة السويدية. ومن المقرر افتتاحه في صيف 2022.
و سيشغل هذا المتجر أكثر من ثلاثة هكتارات وسيحتوي على مساحة عرض خارجية فريدة من نوعها لـ Ikea في العالم، على شكل سقف زجاجي بمساحة 500 متر مربع، والذي سيضم مجموعة من الأثاث الخارجي على مدار العام.
وقالت الشركة السويدية في بيان “افتتاح هذا المتجر الجديد يمثل استثمارا يقارب 400 مليون درهم (أقل بقليل من 40 مليون أورو)، مما سيعزز بلا شك اقتصاد المنطقة الشمالية من المغرب”.
سلسلة دولية أخرى افتتحت للتو متجرها العاشر في طنجة هي Virgin Megastore، وهي متخصصة في منتجات التكنولوجيا الفائقة والثقافة والترفيه. ويبلغ استثمار هذا المشروع الجديد 8.6 مليون درهم (أكثر من 800 ألف يورو)، وخلق أكثر من 500 فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.
مستثمرون دوليون
قال السيد جعفر مغاردي، عضو مجلس الإدارة المسؤول عن القطب الصناعي والمدير العام لمناطق طنجة المتوسط، إن “الرؤية الإستراتيجية للملك محمد السادس لإنشاء ميناء ومنصة صناعية في مضيق جبل طارق كانت مفيدة في جذب فاعلين اقتصاديين و صناعيين وطنيين و دوليين على أعلى مستوى قادرين على خلق نظام بيئي صناعي ولوجستي متنوع”.
و وفقًا لهذا المسؤول التنفيذي، “فإنه يعزز الموقع التنافسي لمنصة طنجة المتوسط الصناعية كما سيساهم في إعادة تشكيل سلاسل التوريد العالمية ولا سيما في المنطقة الأورو-متوسطية”.
وصل وفد من رجال الأعمال الكوريين الجنوبيين إلى جهة طنجة-تطوان-الحسيمة نهاية شهر نوفمبر الماضي لاستكشاف فرص الاستثمار. و يذكر أن هذه شركات متخصصة في المواد الغذائية ومستحضرات التجميل والثقافة والرياضة والسياحة والضيافة.
وبحسب بيان صادر عن مجلس جهة طنجة تطوان الحسيمة، فقد أعرب المستثمرون الكوريون الجنوبيون عن استعدادهم للاستثمار في المنطقة للمساهمة في الديناميكيات الإيجابية التي تعيشها البلاد.
في نفس الوقت التي لا تزال فيه الصين حاضرة بقوة في مشروع محمد السادس طنجة للتكنولوجيا، مدينة صناعية حديثة وصديقة للبيئة، متصلة بالتقنيات الجديدة، والتي يتم حاليا بناؤها في منطقة عين الدالية، على مشارف طنجة.
سبتة في زاوية”
هناك أيضا رجال الأعمال من سبتة الذين عرض عليهم المغرب أراض ومستودعات في المنطقة الحرة التي يتم بناؤها في مدينة الفنيدق، على بعد كيلومترين فقط من حدود التراخال. وبذلك ينتهي تهريب المنتجات عبر المعبر الحدودي.
وبهذه الطريقة، يستثمر المغرب في هذه المنطقة القريبة من الحدود مع سبتة، بدأت العملية بميناء طنجة المتوسط، المرتبط بـ 180 ميناء في 70 دولة، وهو معيار عالي بالنسبة لأفريقيا والبحر الأبيض المتوسط، خاصة بعد أن دخل في مرحلة الرقمنة بالنسبة لخدمات الاستيراد والتصدير.
في نفس الإطار سوف يتم توسيع مطار تطوان الدولي و ربط اتصال مباشر بالعديد من المدن الأوروبية.