ما من حديث منذ أمس السبت، بين رواد مواقع التواصل الاجتماعي، إلا على مهزلة مأدبة العشاء الرئاسي التي أقامها ساكن قصر لمرادية عبد المجيد تبون على شرف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا.
في بلاد “القوة الضاربة” يعتبر طبق “الحرشة” محظوظا للغاية لأنه وجد له موطأ قدم فوق طاولة عشاء تبون الرئاسية. في بلاد البترول والغاز تكفي “درهم ديال الحرشة” لإكرام ضيوف الجزائر من الأجانب والشخصيات المرموقة خصوصا.
مرد هذا الحديث، ما وثقته بعض الصور من داخل قصر الشعب بالعاصمة الجزائر، حيث اختار تبون أن يقيم مأدبة عشاء على شرف الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، الذي حل بالجزائر أمس السبت، في زيارة عمل رسمية لمدة يومين.
فأصحاب نظرية القوة الضاربة، ضربوا بعرض الحائط قواعد البروتوكولات الرئاسية في استقبال الضيوف وأكرموا الوافد الإيطالي بقطعة حرشة وقطع أخرى من البطبوط يستحي المرء حتى أن يطعمها للقطط والكلاب الضالة، فما بالك برئيس دولة عربية ينتظر منه أن يسوق لصورة كرم وعراقة الضيافة العربية على أحسن وجه.
لكن إذا عرف السبب بطل العجب، الجزائر التي ترزح تحت وطأة ندرة المواد الغذائية الأساسية لن تستطيع إكرام ضيوف البلاد على نحو أفضل مما كشفته صور الحرشة والبطبوط، لأن حكام البلاد منشغلون بصرف عائدات البترول والغاز في التضييق على جيرانهم، بدل فك أزمة الغداء في البلاد.
والنتيجة الحتمية كانت أن اطلع الضيف الإيطالي على حقيقة زعامة الجزائر للمنطقة المغاربية واستوعب لماذا أوروبا ترى في بلاد الكابرانات كورويا الشمالية، لأنها لا تتقن إلا لغة القمع والاضطهاد، ولماذا يتهرب الأجانب من المبيت بالجزائر لأن الجوع سيكون رفيق دربهم طيلة مقامهم ببلاد العسكر.