بينما يستعد المغرب لأكبر حملة تطعيم في تاريخه من أجل الحد من فيروس كوفيد-19، بدأت فيروسات أخرى ربما تكون أخطر من فيروس كورونا نفسه، وهي فيروسات التشكيك في فعالية هذه اللقاحات وتضليل الرأي العام بشأنها، سواء لأسباب سياسية أو لأسباب ضيقة لبعض الفئات التي لا تريد رأيت المغرب من بين الدول المتقدمة.
وعلى الرغم من أن الاختلافات بين اللقاحات المنتجة حتى الآن تكاد لا تذكر بحسب الكثير من الخبراء المتخصصين، ومعدلات الفعالية فيها تقترب جميعها من نسبة 90 في المئة أو تتجاوزها، إلى جانب معدلات منخفضة جدا من الآثار الجانبية الشديدة، كما أظهرت ذلك التجارب السريرية أو نتائج عمليات التطعيم التي تمت في الكثير من الدول، فإن ذلك لم يمنع انتشار فيروسات التضليل والتشكيك، التي تجسدت في العديد من الصور والأشكال، من بينها التغطيات الإعلامية التي تشكك في جدوى إعطاء هذه اللقاحات أو تضخم من آثارها الجانبية المحدودة.
فبعض صفحات الفايسبوك المجهولة الهوية تميل إلى التشكيك في اللقاحات رغم آلاف الحالات التي أخذت اللقاح ولم تتأثر.
ومن هنا يؤكد العديد من المواطنين المغاربة رغبتهم في تلقي اللقاح خصوصا مع ظهور السلالة الجديدة من الفيروس، مؤكدين أن المجهودات المبذولة من طرف الدولة وتدخل الملك محمد السادس شخصيا من خلال إعطاء أوامره السامية لتوفير اللقاح مجانا لشعبه وحرصه على حماية مواطنيه لخير دليل على نجاعة اللقاح.
في حين أكد البعض أن الجهود الوطنية يجب أن تتحد من أجل مواجهة هذا الوباء المميت الذي يطلق الآن موجته الخطيرة الثانية التي تحصد عشرات الآلاف من الإصابات يومياً، كما ينبغي العمل على بناء الثقة في اللقاحات المنتجة وتقييمها على أساس العلم والحقائق وليس على أساس الشائعات والخرافات غير العلمية. فالمغرب اليوم بحاجة إلى جميع الجهود، والاستفادة من تجارب جميع النجاحات المحققة في مجال اللقاحات للخروج من نفق كورونا المظلم.