تسلم المغرب تسلم نتائج المرحلة الثالثة من التجارب السريرية الخاصة بالمتطوعين المغاربة، بعد أن توصل خبراء مختبرات “سينوفارم” الصينية بعينات من الدماء والحمض النووي للمتطوعين لتقييم العملية برمتها، ليتم الحصول على بعض الإجابات التي يمكن من خلالها تحديد فعالية وسلامة هذا اللقاح، وما إذا كان بالإمكان البدء في تصنيعه وتقديمه لملايين المواطنين وحمايتهم من خطر الإصابة بفيروس سارس كوف 2، إضافة إلى الآثار الجانبية الناجمة عنه.
ووفقا لما أوردته جريدة “الأحداث المغربية”، في عددها الصدر اليوم الأربعاء (2 دجنبر)، فإن أولى نتائج التجارب السريرية التي أجريت في المغرب وبشكل تطوعي على 600 شخص، بينت أن أيا من المتطوعين لم يعاني من رد فعل سلبي، وكان ألم الحقن في الموقع هو الأكثر شيوعا، وأنتجوا جميعهم أجساما مضادة مثبتة ضد فيروس كورونا.
وأضاف المصدر ذاته أن نتائج التجارب أوضحت أن البالغين الذين تزيد أعمارهم عن 60 سنة استغرقوا وقتا أطول لرفع المناعة، في حين أن باقي المتطوعين كانت لديهم أجسام مضادة وبروتينات الجهاز المناعي التي تقاوم العدوى بعد أربعة أسابيع من الحقن.
وكان خالد أيت الطالب، وزير الصحة، أكد أن التلقيح ضد فيروس كورونا لن يكون إجباريا، إلا أنه سيطرح، حسب رأيه، مشكلا في حالة عدم الانخراط في الحملة والاستفادة من التطعيم، لأنه سيكون إلزاميا أثناء السفر إلى الخارج، إذ سيمنح للمستفيد من التطعيم قن من خلاله يمكن لصاحبه أن ينتقل بين الدول بحرية.
وقال الوزير، في حوار مع وكالة “سبوتنيك” الروسية، “نبذل قصارى جهدنا لبدء الحملة في منتصف شهر دجنبر القادم”، معربا عن أمله في أن تكون الفترة الزمنية قصيرة جدا، لا تتجاوز ثلاثة أشهر، وأن تشمل 80 في المئة من الأشخاص فوق 18 عاما، والأشخاص المعرضين للخطر أولا، وفي أن تمكن عملية التلقيح واسعة نطاق من العودة إلى الحياة الطبيعية في أقرب وقت ممكن، أي العام المقبل.
وأبرز أنه “إذا تمكنا من بلوغ العتبة المستهدفة (80 في المائة)، حتى لو كانت هناك حالات إصابة، فسيختفي الفيروس تلقائيا”، مضيفا “بهذا نكون قادرين على تحرير أنفسنا من هذه الأزمة الوبائية التي لها تأثير قوي على الاقتصاد وعلى جميع القطاعات الأخرى التي تعاني حاليا”.
وأشار إلى أن المغرب يشارك للمرة الأولى في تاريخه في تجارب لقاحات متعددة المصادر، مسجلا أنها قبل كل شيء نقل للخبرات ومكسب للبلاد.
وأبرز ايت طالب أن المغرب “يقوم بتدبير استباقي ووقائي للأزمة الوبائية، وبالتالي قمنا بتنويع مصادر التوريد”.
وأضاف أن اللقاح اليوم سلعة نادرة وطاقته الإنتاجية محدودة لتلبية احتياجات العالم كله، مشيرا إلى أنه لا ينبغي الالتزام بنوع واحد فقط من اللقاح، لأن كل مصل يقدم نوعا معينا من المناعة وأن مزج مختلف أنواع المناعات يحقق مناعة مجموعة بسرعة إلى حد ما.
وخلال المفاوضات، تابع الوزير، “استهدفنا عدة شركات، وفي النهاية اخترنا المختبر الصيني”صينوفارم” والمجموعة البريطانية السويدية “أسترازينيكا”.
وأكد آيت الطالب أن “التجارب السريرية للقاحات المصادر الانتاجية المعنية ناجحة للغاية، وإذا سارت الأمور على ما يرام، سيكون لدينا أول اللقاحات الوافدة بحلول شهر دجنبر القادم”، مضيفا أنه بالنسبة للمختبرات الأخرى لا تزال المفاوضات جارية.
وبالنسبة إلى لقاح “سبوتنيك-V” الروسي، أشار الوزير إلى أنه يعتزم مناقشة هذا الموضوع مع نظيره الروسي الأسبوع المقبل.