Site icon Chamalpress | شمال بريس

العِيدُ الصَّامِت..

علينا أن نمسح وجه الأرض بمنديل الأمل، ونميط عن ديباجتيها الأشواك المتناثرة في رحبها، المغيرة ملامحها النرجسية، الجاثمة عليها بسمومها، وحمومها، ولا يكون لنا ذلك إلا إذا استصحبنا العزم المجتث لكل عقبة كؤود من جذورها، النابع من إيمان صادق بأن الحكم لله لا معقب لحكمه، وأن سنته لا تبديل لها، ولكل باب مفتاحا، وإن أحكم غلقه.

وبالضد تبين المحاسن، والمساوئ، وبوجود الليل تتدلى محاسن وجه النهار، وبالعسر تدرك لذة اليسر؛ وعليه فإننا أدركنا النعم اللطيفة التي كانت تحيط بنا، وعلمنا جليل قدرها، وإن كنا من قبل لا نعبأ، ولا نعيرها اهتماما.

ولقد استدارت بحلق عالمنا اليوم رزية أي رزية!

أذهبت رونق الحياة المألوفة، وتحامت على أبواب المساجد حتى أغلقت، وما لبثت أن نكأت ونكلت بالناس، في شهر عظيم القدر، جليل المنزلة، ولكن الله سلم..

ومن ثم تأخرت الشمس المؤذنة لصلاة العيد عن إبانها، وتبلور شعاعها، حين طوقت خيام رمضان، وانصرمت أيامه، ولما يطرق الأسماع ناقوس التكبير، ولما تحدق الأبصار البهجة منقوشة في ألواح الوجوه، ولما تمضغ الأفواه الشهد المستخلص من رحيق الفراديس العلوية…

وإن في ذلكم لعبرا، يخطها الواقع المؤرق، في صفحات الوجوه، وتحكيها التجاعيد البائسة، يقرؤها الأمي، قبل المتعلم..

ولذلكم راعت الشريعة المصلحة العامة، وكشفت الستار عن النوازل، وتفطن أولو العلم لهذا الجانب، فأفتوا بجواز إقامة صلاة العيد في البيوت، إقامة لهذه الشعيرة العظيمة، وشكرا لله على ما من به من إتمام شهر رمضان المبارك، وإكمال العدة.

ثم إن الصلاة تصلى في البيوت في وقتها المعتاد بعد طلوع الشمس، ويكبر في الركعة الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية ست تكبيرات، بلا خطبة بعدها..

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا وإياكم من المقبولين فيه، وأعاده الله علينا، وعليكم باليمن والبركات، وصرف عنا هذا الوباء والبلاء… آمين.

وكل عام وأنتم بخير…

أشرف لعروصي/ طالب باحث في سلك الدكتوراه 

Exit mobile version